التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ ٱلْكِتَٰبِ يُؤْمِنُونَ بِٱلْجِبْتِ وَٱلطَّٰغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَٰؤُلاءِ أَهْدَىٰ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً
٥١
-النساء

روح البيان في تفسير القرآن

{ ألم تر الى الذين } الى اليهود الذين { اوتوا نصيبا من الكتاب } حظا من علم التوراة اى انظر يا محمد وتعجب من حالهم فكأنه قيل ماذا يفعلون حتى ينظر اليهم فقيل { يؤمنون بالجبت } فى الاصل اسم صنم فاستعمل فى كل ما عبد من دون الله { والطاغوت } الشيطان ويطلق لكل باطل من معبود او غيره ـ روى ـ ان حيى بن اخطب وكعب بن الاشرف اليهوديين خرجا الى مكة فى سبعين راكبا من اليهود ليخالفوا قريشا على محاربة رسول الله صلى الله عليه وسلم وينقضوا العهد الذى كان بينهم وبينه عليه السلام فقالوا انتم اهل كتاب وانتم اقرب الى محمد منكم الينا فلا نأمن مكركم فاسجدوا لآلهتنا حتى نطمئن اليكم ففعلوا فهذا ايمانهم بالجبت والطاغوت لانهم سجدوا للاصنام واطاعوا ابليس فيما فعلوا وقال ابو سفيان لكعب انك امرؤ تقرأ الكتاب وتعلم ونحن اميون لا نعلم فأينا اهدى طريقا نحن ام محمد فقال ماذا يقول محمد قال يأمر بعبادة الله تعالى وحده وينهى عن الشرك قال وما دينكم قالوا نحن ولاة البيت نسقى الحاج ونقرى الضيف ونفك العانى وذكروا افعالهم قال انتم اهدى سبيلا وذلك قوله تعالى { ويقولون للذين كفروا } اى لاجلهم وفى حقهم { هؤلاء } اشارة الى الذين كفروا { اهدى من الذين آمنوا سبيلا } اى اقوم دينا وارشد طريقة.