التفاسير

< >
عرض

يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ
٣٣
-غافر

روح البيان في تفسير القرآن

{ يوم تولون } بدل من يوم التناد يعنى روزى كه بر كردانيده شويد ازموقف حساب وبرويد { مدبرين } حال كونكم منصرفين عنه الى النار يعنى باز كشتكان ازانجا بسوى دوزخ وحال كونكم { مالكم من الله من عاصم } اى مالكم من عاصم يعصمكم من عذابه تعالى ويحفظكم { ومن يضلل الله } وهركراخدا فرود كذارد درضلالت { فما له من هاد } يهديه الى طريق النجاة قاله لما ايس من قبولهم وفى الآيات اشارة الى أن الله تعالى اذا شاء بكمال قدرته اظهارا لفضله ومنته يخرج الحى من الميت كما اخرج من آل فرعون مؤمنا حيا قلبه بالايمان من بين كفار اموات قلوبهم بالكفر ليتحقق قوله تعالى { { ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها } واذا شاء اظهارا لعزته وجبروته يعمى ويصم الملوك والعقلاء مثل فرعون وقومه لئلا يبصروا آيات الله الظاهرة ولا يسمعوا الحجج الباهرة مثل ما نصحهم بها مؤمن آلهم ليتحقق قوله تعالى ومن يضلل الله فما له من هاد وقوله { { ولكن حق القول منى } الاية كما فى التأويلات النجمية واسند الاضلال الى الله تعالى لأنه خالق الضلالة وانما الشيطان ونحوه من الوسائط فالجاهل يرى القلم مسخرا للكاتب والعارف يعلم أنه مسخر فى يده لله تعالى لأنه خالق الكاتب والقلم وكذا فعل الكاتب وفى قوله تعالى فما له من هاد اشارة الى أن التوفيق والاختيار للواحد القهار فلو كان لآدم لاختار قابيل ولو كان لنوح لاختار كنعان ولو كان لابراهيم لاختار آزر ولو كان لموسى لاختار فرعون ولو كان لمحمد عليه وعليهم السلام لاختار عمه ابا طالب يقال سبعة عام وسبعة فى جنبها خاص الامر عام والتوفيق خاص والنهى عام والعصمة خاص والدعوة عام والهداية خاص والموت عام والبشارة خاص والحشر يوم القيامة عام والسعادة خاص وورود النار عام والنجاة منها خاص والتخليق عام والاختيار خاص يعنى ليس كل من خلقه الله اختاره بل خص منه قوما وكذا خلق امورا واشياء فخص منها البعض ببعض الخواص ثم العجب أن مثل موسى عليه السلام يكون وسط قومه لا يهتدون به وذلك لأن صاحب المرة لا يجد حلاوة العسل والضرير لا يرى الشمس وليس ذلك الا من سوء المزاج وفساد الحال وفقدان الاستعداد

عنكبوت از طبع عنقا داشتى ازلعابى خيمه كى افراشتى

ثم قال مؤمن آل فرعون بطريق التوبيخ