التفاسير

< >
عرض

كَـذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَٱلأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُـلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِٱلْبَاطِلِ لِيُدْحِضُواْ بِهِ ٱلْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ
٥
-غافر

روح البيان في تفسير القرآن

{ كذبت قبلهم } اى قبل قريش { قوم نوح والاحزاب من بعدهم } اى الذين تحزبوا على الرسل وعادوهم وحاربوهم بعد قوم نوح مثل عاد وثمود واضرابهم وبدأ بقوم نوح اذ كان اول رسول فى الارض لان آدم انما ارسل الى اولاده { وهمت } قصدت عند الدعاء والهم عقد القلب على فعل شىء قبل ان يفعل من خير أو شر { كل امة } من تلك الامم المعاتبة { برسولهم } قال فى الاسئلة المقحمة لم يقل برسولها لأنه اراد بالامة ههنا الرجال دون النساء وبذلك فسروه وقال فى عين المعانى برسولهم تغليب للرجال { ليأخذوه } من الاخذ بمعنى الاسر والاخيذ الاسير اى ليأسروه ويحبسوه ليعذبوه او يقتلوه وبالفارسية تابكيرندا اورا وهرآزاركه خواهند بوى رسانند.
وفيه اشارة الى ان كل عصر يكون فيه صاحب ولاية لا بد له من ارباب الجحود والانكار واهل الاعتراض كما كانوا فى عهد كل نبى ورسول { وجادلوا } وخصومت كردند با بيغمبران خود { بالباطل } الذى لا اصل ولا حقيقة له اصلا قال فى فتح الرحمن الباطل ما كان فائت المعنى من كل وجه مع وجود الصورة اما لانعدام الاهلية او لانعدام المحلية كبيع الخمر وبيع الصبى { ليدحضوا به الحق } اى ليزيلوا بذلك الباطل الحق الذى لا محيد عنه كما فعل هؤلاء { فاخذتهم } بالاهلاك جزآء لهمهم بالاخذ { فكيف كان عقاب } اى عقابى الذى عاقبتهم به فان آثار دمارهم كما ترونها حين تمرون على ديارهم عبرة للناظرين ولآخذن هؤلاء ايضا لاتحادهم فى الطريقة واشتراكهم فى الجريمة كما ينبىء عنه قوله