التفاسير

< >
عرض

هُوَ ٱلْحَيُّ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَـٱدْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ ٱلْحَـمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
٦٥
-غافر

روح البيان في تفسير القرآن

{ هو الحى } اوست زنده.
اى المنفرد بالحياة الذاتية الحقيقية لا يموت ويميت الخلق { لا اله الا هو } اذ لا موجود يدانيه فى ذاته وصفاته وافعاله { فادعوه } فاعبدوه خاصة لاختصاص ما يوجبه به تعالى { مخلصين له الدين } اى الطاعة من الشرك الجلى والخفى قائلين { الحمد لله رب العالمين } عن ابن عباس رضى الله عنهما من قال لا اله الا الله فليقل على اثرها الحمد لله رب العالمين وفى التأويلات النجمية هو الحى اى له الحيات الحقيقية الازلية الابدية ومن هو حى باحيائه من نور صفاته كما قال تعالى
{ { فاحييناه وجعلنا له نورا } ويشير بقوله لا اله الا هو بعد قوله هو الحى الى أن الذى يحيى بحياته ونور صفاته لن يبلغ رتبة الالهية فادعوه بالالهية مخلصين له الدين اى مقرين له بالعبودية من غير دعوى بالربوبية كمن ادعى بها بقوله انا الحق وقول من قال سبحانى ما اعظم شانى الحمد لله رب العالمين يعنى فيما انزلكم وبلغكم مقام الوحدة بفضله ورحمته لأنها مقام لا يسع للانسان بلوغه بمجرد سعيه من دون فضل ربه (قال الصائب)

يستم ازكشتس جذبه رحمت نوميد كرجه از قلزم وحدت بكنار افتادم

واعلم أنه كما لا يصل العبد الى مقام الوحدة الا بفضل الله كذلك لا ينجو من دعوى هذا المقام الا بفضله تعالى اما بتربية من عنده بلا سبب صورى واما بارشاد مرشد كامل قد وصل الى غاية الغايات فاذا لم يساعده شىء من ذلك بقى سكران ووقع فيما وقع كما نقل عن بعض اهل الوله من السلف