التفاسير

< >
عرض

ٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَبِّرِينَ
٧٦
-غافر

روح البيان في تفسير القرآن

{ ادخلوا ابواب جهنم } اى ابوابها السبعة المقسومة لكم: يعنى [هرطائفة بدركه درآييد] { خالدين فيها } مقدار خلودكم فى الآخرة { فبئس مثوى المتكبرين } اى عن الحق جهنم: وبالفارسية [بس بد آرامكاهيست كردن كشانرا دوزخ] وكان مقتضى النظم فبئس مدخل المتكبرين ليناسب عجز الكلام صدره كما يقال زر بيت الله فنعم المزار فصل فى المسجد الحرام فنعم المصلى لكن لما كان الدخول المقصود بالخلود سبب الثواء اى الاقامة عبر بالمثوى الذى هو محل الاقامة فاتحد آخر الكلام باوله.
وفى الآية اشارة الى ان كل شهوة من شهوات الدنيا وزينة من زينها باب من ابواب جهنم النفس فى الدنيا وباب من ابواب جهنم النار فى العقبى وجب ترك الشهوات والزين والافتخار بالدنيا وبزخارفها حتى تغلق ابواب جهنم مطلقا وهكذا يضل الله من ليس له استعداد للهداية حيث يريهم شيئا مجازيا فى صورة وجود حقيقى وزينته فيضلون به عن الصراط المستقيم ولا يدرون ان الدنيا سراب وخيال ومنام

غافل مشو ز برده نيرنك روزكار سير خزان در آيينه نو بهار كن

وفى الآية ذم الكبر فلا بد من علاجه بضده وهو التواضع.
وعن بعض الحكماء افتخر الكلأ فى المفازة على الشجر فقال انا خير منه يرعانى البهائم التى لا تعصى الله طرفة عين فقال انا خير منك يخرج منى الثمار ويأكلها المؤمنون وتواضع القصب قال لا خير فىّ لا اصلح للمؤمنين ولا للبهائم فلما تواضع رفعه الله وخلق فيه السكر الذى هو احلى شىء فلما نظر الى ما وضع الله فيه من الحلاوة تكبر فاخرج الله منه رأس القصب حتى اتخذ منه الآدميون المكنسات فكنسوا بها القاذورات فهذا حال كبر غير المكلف فكيف حال المكلف.
واعلم ان فرعون علا فى الارض حتى ادعى الربوبية فاخذه الله نكال الآخرة والاولى اى بالغرق فى الدنيا والاحراق فى الآخرة وعلا قارون بكثرة ماله فخسف الله به وبداره الارض وعلا ابليس حين امتنع عن السجدة فلعنه الله لعنة ابدية وعلا قريش على المؤمنين حتى قتلوا والقى جيفهم فى بئر ذليلين وهكذا حال كل متكبر بغير الحق الى يوم القيامة فانه ما نجا احد من المتكبرين ولا ينجو وفى المثنوى:

آنجه درفرعون بود اندرتوهست ليك ازدرهات محبوس جهست
نفس ازدرهاست اوكى مرده است از غم بى آلتى افسرده است
كر بيابد آلت فرعون او كه بامر او همى رفت آب جو
آنكه او بنياد فرعونى كند راه صد موسى وصدهارون زند
كرمكست آن ازدها ازدست فقر بشه كردد ز جاه ومال صقر
هرخسى را اين تمناكى رسد موسى بايد كه ازدرها كشد
صد هزاران خلق زازدرهاى او درهزيمت كشته شد از راى او

يعنى ان النفس كثعبان عظيم وقتلها عن اوصافها ليس بسهل بل يحتاج الى همة عالية والى جهاد كثير بلا فتور