التفاسير

< >
عرض

فَأَمَّا عَادٌ فَٱسْتَكْبَرُواْ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَقَالُواْ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ
١٥
-فصلت

روح البيان في تفسير القرآن

{ فاما عاد } لما كان التفصيل مسببا عن الاجمال السابق ادخل عليه الفاء السببية بس آماده كرده وعاديان { فاستكبروا فى الارض } در زمين احقاق دربلاد يمن اى تعظموا فيها على اهلها { بغير الحق } اى بغير الاستحقاق للتعظيم وركنوا الى قوة نفوسهم { وقالوا } اغترارا بتلك القوة الموقوفة على عظم الاجسام { من } استفهام { اشد منا قوة } وكان طول كل واحد منهم ثمانية عشر ذراعا وبلغ من قوتهم أن الرجل كان يقتلع الصخرة من الجبل ويجعلها حيث شاء وكانوا يظنون انهم يقدرون علىدفع العذاب بفضل قوتهم فخانتهم قواهم لما استمكن منهم بلواهم وقد رد الله عليهم بقوله { اولم يروا } آياندا نستند مغرور شدكان بقوت خود.
اى أغفلوا ولم يعلموا علما جليا شبيها بالمشاهدة والعيان { أن الله الذى خلقهم } وخلق الاشياء كلها خصوصا الاجرام العظيمة كالسموات والجبال ونحوها وانما اورد فى حيز الصلة خلقهم دون خلق السموات والارض لادعائهم الشده فى القوة { هو اشد منهم قوة } اى قدرة لأن قدرة الخالق لا بد وان تكون اشد من قدرة المخلوق اذ قدرة المخلوق مستفادة من قدرة الخالق والقوة عبارة عن شدة البنية وصلابتها المضادة للضعف ولما كانت صيغة التفضيل تستلزم اشتراك المفضل المفضل عليه فى الوصف الذى هو مبدأ اشتقاق افعل ولا اشتراك بينه تعالى وبين الانسان فى هذه القوة لكونه منزها عنها اريد بها القدرة مجازا لكونها مسببة عن القوة بمعنى صلابة البنية { وكانوا } وبودند وقوم عادكه ازروى تعصب { بآياتنا } المنزلة على الرسل { يجحدون } الجحود الانكار مع العلم اى ينكرونها وهم يعرفون حقيقتها كما يجحد المودع الوديعة وينكرها فهو عطف على فاستكبروا وما بينهما اعتراض للرد على كلمتهم الشنعاء والمعنى أنهم جمعوا بين الاستكبار وطلب العلو فى الارض وهو فسق وخروج عن الطاعة بترك الاحسان الى الخلق وبين الجحود بالآيات وهو كفر وترك لتعظيم الحق فكانوا فسقة كفرة وهذان الوصفان لما كانا اصلى جميع الصفات الذميمة لا جرم سلط الله عليهم العذاب كما قال