التفاسير

< >
عرض

حَتَّىٰ إِذَا مَا جَآءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
٢٠
-فصلت

روح البيان في تفسير القرآن

{ حتى اذا ما جاؤها } غاية ليحشر وليوزعون اى حتى اذا حضروا النار جميعا وبالفارسية تاوقتى كه بيانيد بآتش.
وما مزيدة لتاكيد اتصال الشهادة بالحضور يعنى ان وقت مجيئهم النار لا بد ان يكون وقت الشهادة عليهم { شهد عليهم سمعهم } الخ لأنهم كانوا استعملوها فى معاصى الله بغير اختيارهم فشهدت الآذان بما سمعت من شر وافرد السمع لكونه مصدرا فى الاصل { وابصارهم } بما نظرت الى حرام { وجلودهم } ظواهر انفسهم وبشراتهم بما لامست محظورا والجلد قشر البدن وقيل المراد بالجلود الجوارح والاعضاء.
واول عضوى كه تكلم كندزان كف دست راست بود { بما كانوا يعملون } فى الدنيا ويقال تخبر كل جارحة بما صدر من افاعيل صاحبها لا ان كلا منها تخبر بجناياتها المعهودة فقط فالموصول عبارة عن جميع اعمالهم السيئة وفنون كفرهم ومعاصيهم وتلك الشهادة بان ينطقها الله كما انطق اللسان اذ ليس نطقها باغرب من نطق اللسان عقلا وكما انطق الشجرة والشاة المشوية المسمومة بان يخلق فيها كلاما كما عند اهل السنة فان البنية ليست بشرط عندهم للحياة والعقل والقدرة كما عند المعتزلة وفى حواشى سعدى المفتى بان ينطقها لا على ان تكون تلك الاعضاء آلاته ولا على ان تكون القدرة والارادة آلة فى الانطاق وكيف وهى كارهة لما نطقوا به بل على ان تكون الاعضاء هى الناطقة بالحقيقة موصوفة بالقدرة والارادة وفيه تامل انتهى
"روى انه عليه السلام ضحك يوما حتى بدت نواجذه ثم قال الا تسألون مم ضحكت قالوا مم ضحكت يا رسول الله قال عجبت من مجادلة العبد ربه يوم القيامة قال يقول يا رب اليس قد وعدتنى ان لا تظلمنى قال فان لك ذلك قال فانى لا اقبل شاهدا الا من نفسى قال الله تعالى اوليس كفى بى شهيدا وبالملائكة الكرام الكاتبين فيقول اى رب اجرتنى من الظلم فلن اقبل على شاهدا الا من نفسى قال فيختم على فيه وتتكلم الاركان بما كان يعمل قال عليه السلام فيقول لهن بعدا لكن وسحقا عنكن كنت اجادل" وهذه الرواية تنطق بان المراد بالجلود الجوارح وفيه اشارة الى ان الجماد فى الآخرة يكون حيوانا ناطقا كما قال تعالى { { وان الدار الآخرة لهى الحيوان