التفاسير

< >
عرض

كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
٣
-فصلت

روح البيان في تفسير القرآن

{ كتاب } خبر آخر مشتق من الكتب وهو الجمع فسمى كتابا لانه جمع فيه علوم الاولين والآخرين { فصلت آياته } بينت بالامر والنهى والحلال والحرام والوعد والوعيد والقصص والتوحيد.
قال الراغب فى قوله
{ { احكمت آياته ثم فصلت } هو اشارة الى ما قال { { تبيانا لكل شىء وهدى ورحمة } فمن انصف علم انه ليس فى يد الخلق كتاب اجتمع فيه من العلوم المختلفة مثل القرآن { قرآنا عربيا } نصب على المدح اى اريد بهذا الكتاب المفصل آياته قرآنا عربيا او على الحالية من كتاب لتخصصه بالصفة ويقال لها الحال الموطئة وهو اسم جامد موصوف بصفة هى الحال فى الحقيقة وقد سبق غير مرة: والمعنى بالفارسية [در حالتى كه قرآنيست تازى يعنى بلغت عرب تا بسهولت خوانند وفهم كنند].
وفى التأويلات النجمية يشير الى ان القرآن قديم من حيث انه كلام الله وصفته والعربية كسوة مخلوقة كساها الله تعالى ومن قال ان القرآن اعجمى يكفر لانه معارضة لقوله تعالى { قرآنا عربيا } وبوجود كلمة عجمية فيه معربة لا يخرج عن كونه عربيا لان العبرة للاكثر وذلك كالقسطاس فانه رومى معرب بمعنى الميزان والسجيل فانه فارسى معرب سنك وكل والصلوات فانه عبرانى معرب صلوتا بمعنى المصلى والرقيم فانه رومى بمعنى الكلب والطور فانه الجبل بالسريانى { لقوم } اى عرب { يعلمون } اى كائنا لقوم يعلمون معانيه لكونه على لسانهم فهو صفة اخرى لقرآنا.
وفى التأويلات النجمية { لقوم يعلمون } العربية والعربية بحروفها مخلوقة والقرآن منزه عنها