التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَامُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ
٣٠
-فصلت

روح البيان في تفسير القرآن

{ ان الذين قالوا ربنا الله } اعترافا بربوبيته واقرارا بوحدانيته فربنا الله من باب صديقى زيد يفيد الحصر { ثم استقاموا } اى ثبتوا على الاقرار بقولهم ربنا الله ومقتضايته بان لا تزل قدمهم عن طريق العبودية قلبا وقالبا ولا تتخطاه وفيه يندرج كل العبادات والاعتقادات بصفة الدوام الى وقت الوفاة فثم للتراخى فى الزمان او فى الرتبة فان الاستقامة لها الشان كله يعنى ان المنتهى وهى الاستقامة لكونه مقصودا اعلى حالا من المبدأ وهو الاقرار واستقامة الانسان لزومه للمنهج المستقيم وما روى عن الخلفاء الراشدين رضى الله عنهم فى معناها من الثبات على الايمان كما روى عن عمر رضى الله عنه ومن اخلاص العمل كما روى عن عثمان رضى الله عنه ومن ادآء الفرائض كما روى عن على رضى الله عنه فبيان لجزئياتها.
انس ابن مالك رضى الله عنه كفت آن روزكه اين آيت فرود آمد رسول خدا شاد شد وازشادى كفت امتى ورب الكعبة.
وذلك لان اليهود والنصارى لم تستقم على دينهم حتى قالوا عزير ابن الله والمسيح ابن الله ونحو ذلك وكفروا بنبوة رسول الله عليه السلام ومن الاستقامة ان لا يرى المرء النفع والضر الا من الله ولا يرجو من احد دون الله ولا يخاف احدا غيره
"وعن سفيان بن عبد الله الثقفى رضى الله عنه قلت يا رسول اخبرنى بأمر أعتصم به قال قل ربى الله ثم استقم قال قلت ما اخوف ما يخاف على فأخذ رسول الله بلسان نفسه وقال هذا" وكان الحسن اذا تلا هذه الآية قال اللهم انت ربنا فارزقنا الاستقامة (صاحب كشف الاسرار) فرموده كه ربنا الله عبارت ازتوحيد اقرارست كه عائد مؤمنان راست ثم استقاموا اشارت بتوحيد معرفت كه عارفان وصديقان راست توحيد اقرار آنست كه الله رايكتا كويى وتوحيد معرفت آنست كه اورايكتاشناسى يعنى ازهمه جهت بوحدت او بينا كردى با آنكه در عالم وحدت جهت نيست. نى جهت مى كنجدا ينجا نى صفت. نى تفكرنى بيان نى معرفت. آتشى ازسروحدت برفروخت غيرواحد هرجه بيش آمد بسوخت. ابو يزيد بسطامى قدس سره وقتى برمقام علم ايستاده بود از توحيد اقرار نشان ميداد مريدى كت اى شيخ خدايرا شناسى كفت در كل عالم خود كسى باشدكه خدايراننشانسد يانداند وقتى ديكر غريق بحر توحيد معرفت بود وحريق نار محبت اورا كفتند خدايرا شناسى كفت من كه باشم كه اوراشناسم ودر كل عالم خود كسى باشدكه اوراشناسد. در عشق تومن كيم كه در منزل من. ازوصل رخت كلى دمد بر كل من. بيرطريقت كفت صحبت باحق دوحرفست اجابت واستقامت اجابت عهدست استقامت وفا اجابت شريعت است واستقامت حقيقت درك شريعت هزارسال بساعتى درتوان يافت ودرك حقيقت ساعتى بهزار سال درنتوان يافت.
وفى التأويلات النجمية تشير الآية الى يوم الميثاق لما خوطبوا بقوله
{ { ألست بربكم قالوا بلى } اى ربنا الله وهم الذريات المستخرجة من ظهر آدم عليه السلام اقروا بربوبيته ثم استقامو على اقرارهم بالربوبية ثابتين على اقدام العبودية لما اخرجوا الى عالم الصورة ولهذا ذكر بلفظ ثم لأنه للتراخى فأقروا فى عالم الارواح ثم استقاموا فى عالم الاشباح وهم المؤمنون بخلاف المنافقين والكافرين فانهم اقروا ولم يستقيموا على ذلك فاستقامة العوام فى الظاهر بالاوامر والنواهى وفى الباطن بالايمان والتصديق واستقامة الخواص فى الظاهر بالتجريد عن الدنيا وترك ذينتها وشهواتها وفى الباطن بالتفريد عن نعيم الجنان شوقا الى لقاء الرحمن وطلب العرفان واستقامة الاخص فى الظاهر برعاية حقوق المتابعة على وفق المبايعة بتسليم النفس والمال وفى الباطن بالتوحيد فى استهلاك الناسوتية فى اللاهوتية ليستقيم بالله مع الله فانيا عن الانانية باقيا بالهوية بلا ارب من المحبوب مكتفيا عن عطائه ببقائه ومن مقتضى جوده بدوام فنائه فى وجوده { تتنزل عليهم الملائكة } من جهته تعالى يمدونهم فيما يعرض لهم من الامور الدينية والدنيوية بما يشرح صدورهم ويدفع عنهم الخوف والحزن بطريق الالهام كما أن الكفرة يمدهم ما قيض لهم من قرناء السوء بتزيين القبائح وكذا تتنزل عند الموت بالبشرى وفى القبر وعند البعث اذا قاموا من قبورهم { ان } مفسرة بمعنى اى او مخففة من الثقيلة والاصل بانه والهاء ضمير الشان اى يتنزلون ملتبسين بهذه البشارة وهى { ألا تخافوا } ما تقدمون عليه من امر الآخرة فلا ترون مكروها فان الخوف غم يلحق لتوقع المكروه { ولا تحزنوا } على ما خلفتم من اهل وولد فانه تعالى يخلفكم عليهم بخير ويعطيكم فى الجنة اكثر من ذلك واحسن ويجمع بينكم وبين اهاليكم واولادكم المسلمين فى الجنة فان الحزن غم يلحق من فوات نافع او حصول ضار وفى التأويلات النجمية الخوف انما يكون فى المستقبل من الوقت وهو بحلول مكروه او فوات محبوب والملائكة يبشرونهم بان كل مطلوب لهم سيكون وكل محذور لهم لا يكون والحزن من حزونة الوقت والذى هو راض بجميع ما يجرى مستسلم للاحكام الازلية فلا حزونة فى عيشه بل من يكون قائما بالله وهائما فى الله دآئما مع الله لا يدركه الخوف والحزن والملائكة يبشرونهم ان لا تخافوا ولا تحزنوا على فوات العناية فى السابقة { وابشروا } اى سروا وبالفارسية شاد شويد فان الابشار شاد شدن { بالجنة التى كنتم توعدون } فى الدنيا على ألسنة الرسل هذا من بشارتهم فى احد المواطن الثلاثة وعن ثابت بلغنا اذا انشقت الارض يوم القيامة ينظر المؤمن الى حافظيه قائمين على رأسه يقولان له لا تخف ولا تحزن وابشر بالجنة الموعودة وانك سترى اليوم امورا لن ترى مثلها فلا تهولنك فانما يراد بها غيرك وفى التأويلات النجية وابشروا بجنة الوصلة فان الوعد صار نقدا فما بقى الوعد والوعيد وما هو الا عيد فى القيد فاوعد الله للعوام من جميع الثواب للخواص من حسن المآب نقد لأخص الخواص من اولى الالباب (ع) جنت نقدست اينجا حالت ذوق وحضور.
ويقال لا تخافوا من عزل الولاية ولا تحزنوا على ما اسلفتم من الجناية وابشروا بحسن العناية فى البداية لا تخافوا فطالما كنتم من الخائفين ولا تحزنوا فقد كنتم من العارفين وابشروا بالجنة فلنعم اجر العاملين.
فرداسر جه شرايعست همه راقلم نسخ در كشند نماز وروزه حج وجهاد روا باشدكه بيابان رسد ومنسوخ شود اما عقد محبت وعهد معرفت هر كز نشايدكه منسوخ شود جون در بهشت روى هر روزى كه برتوبكزرد از شناخت حق سبحانه وتعالى برتو عالمى كشاده شودكه بيش از ان نبوده اين كاريست كه هركز بسرنيايد ومبادا كه بسر آيد تامن بريم بيشه وكارم اينست آرام وقرار وغمكسارم اينست. روزم اينست وروز كارم اينست. جوينده صيدم وشكارم اينست.
قال البقلى قدس سره عجبت ممن استقام مع الله فى مشاهدته وادراك جماله كيف يطيق الملائكة ان يبشروه اين الملك والفلك بين الحبيب والمحب وليس ورآء بشارة الحق بشارة فان بشارة الحق سمعوها قبل بشارة الملائكة بقوله
{ { الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون } ليس لهم خوف القطيعة ولا حزن الحجاب وهم فى مشاهدة الجبار وقول الملائكة ههنا معهم تشريف لهم لأنهم يحتاجون الى مخاطبة القوم وهم احباؤنا فى نسب المعرفة وخدامنا من حيث الحقيقة الا ترى كيف سجدوا لأبينا