التفاسير

< >
عرض

فَإِنِ ٱسْتَكْبَرُواْ فَٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَهُمْ لاَ يَسْئَمُونَ
٣٨
-فصلت

روح البيان في تفسير القرآن

{ فان استكبروا } اى تعظموا عن امتثال امرك فى ترك السجود لغير الله وابوا الا اتخاذ الواسطة فذلك لا يقلل عدد من يخلص عبادته لله { فالذين عند ربك } فان الملائكة المقربين عند الله فهو علة للجزآء المحذوف { يسبحون له } ينزهونه عن الانداد وسائر ما لا يليق به { بالليل والنهار } اى دآئما وفى جميع الاوقات وظهر من هذا التقرير أن تخصيص الملائكة مع وجود غيرهم من العباد المخلصين لكثرتهم وايضا الشمس والقمر عندهم فيردون العبادة عنهما غيرة بتخصيصها بالله تعالى { وهم لا يسئمون } السامة الملالة اى لا يفترون ولا يملون من التسبيح والعبادة فان التسبيح منهم كالتنفس من الناس وبالفارسية وايشان ملول وسيرنمى شوند ازكثرت عبادت وبسيارئ ستايش وبرستش.
روى أن لله ملكا يقال له حوقبائيل له ثمانية عشر الف جناح ما بين الجناح الى الجناح خمسمائة عام فخطر له خاطر هل فوق العرش شىء فزاده الله مثلها اجنحة اخرى فكان له ستة وثلاثون ألف جناح بين الجناح الى الجناح خمسمائة عام ثم اوحى الله ايها الملك طر فطار مقدار عشرين ألف سنة فلم ينل راس قائمة من قوائم العرش ثم ضاعف الله له فى الجناح والقوة وامره أن يطير فطار مقدار ثلاثين ألف سنة فلم ينل ايضا فأوحى الله اليه ايها الملك لو طرت الى نفخ الصور مع اجنحتك وقوتك لم تبلغ ساق عرشى فقال الملك سبحان ربى الاعلى فانزل الله سبح اسم ربك الاعلى فقال عليه السلام
"اجعلوها فى سجودكم" قال عبد العزيز المكى فى هذه الآية سبحان الذى من عرفه لا يسأم من ذكره سبحان الذى من انس به استوحش من غيره سبحان الذى من احبه اعرض بالكلية عما سواه وفى التأويلات النجمية لا تتخذوا ما كشف لكم عند تجلى شمس الروح من المعقولات وانواع العلوم الدقيقة مقصدا ومعبدا كما اتخذت الفلاسفة ولا تتخذوا ايضا ما شهدتم عند تجلى شواهد الحق فى قمر القلب من المشاهدات ومكاشفات العلوم الدينية مقصدا ومعبدا كما اتخذ بعض ارباب السلوك ووقفوا عند عقبات العرفان والكرامات فشغلوا بالمعرفة عن المعروف وبالكرامات عن المكرم واتخذوا المقصود والمعبود حضرة جلال الله الذى خلق ما سواه منازل السائرين به اليه ان كنتم من جملة المحبين الصادقين الذين اياه يعبدون طمعا فى وصاله والوصول اليه لا من الذين يعبدونه خوفا من النار وطمعا فى الجنة فان استكبر اهل الاهوآء والبدع ولا يوفقون للسجود بجميع الوجود فالذين عند ربك من ارواح الانبياء والاولياء ينزهونه عن احتياجه الى سجدة احد من العالمين وهم لا يسئمون من التسبيح والتنزيه (قال الكاشفى) اين سجده يازدهم است از سجدات قرآنى و حضرة شيخ اكبر قدس سره الاطهر در فتوحات اين را سجده احتماد كفت وفرموده كه اكر در آخر آيت اولى سجده ايشان شرط باشدجه مقارنست يقول ان كنتم اياه تعبدون واكر بعد ازآيت دوم بسجود دروند سجده نشاط و محبت بودجه مقرونست باين كلمات وهم لا يسأمون والحاصل أن قوله تعبدون موضح السجود عند الشافعى ومالك لاقتران الامر به يعنى تاسجده مقترن امر باشد وعند ابى حنيفة وفى وجه عن الشافعى وعند احمد آخر الآية وهم لا يسأمون لأنه تمام المعنى وكل من الائمة على اصله فى السجود فابو حنيفة هو واجب ومالك وهو فضيلة والشافعى واحمد هو سنة