التفاسير

< >
عرض

لاَّ يَأْتِيهِ ٱلْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ
٤٢
-فصلت

روح البيان في تفسير القرآن

{ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه } صفة اخرى لكتاب اى لا يتطرق اليه الباطل ولا يجد اليه سبيلا من جهة من الجهات حتى يصل اليه ويتعلق به اى متى رامو فيه ان يكون ليس حقا ثابتا من عند الله وابطالا له لم يصلوا اليه ذكر اظهر الجهات واكثرها فى الاعتبار وهو جهة القدام والخلف واريد الجهات باسرها فيكون قوله لا يأتيه الباطل من بين الخ استعارة تمثيلية شبه الكتاب فى عدم تطرق الباطل اليه بوجه من الوجوه بمن هو محمى بحماية غالب قاهر يمنع جاره من أن يتعرض له العدو من جهة من جهاته ثم اخرجه مخرج الاستعارة بان عبر عن المشبه بما عبر به عن المشبه به فقال لا يأتيه الخ او لا يأتيه الباطل فيما اخبر عما مضى ولا فيما اخبر عن الامور الآتية او الباطل هو الشيطان لا يستطيع ان يغيره بان يزيد فيه او ينقص منه او لا يأتيه التكذيب من الكتب التى قبله ولا يجيىء بعده كتاب يبطله وينسخه { تنزيل } اى هو تنزيل او صفة اخرى لكتاب مفيدة لفخامته الاضافية بعد افادة فخامته الذاتية وكل ذلك لتأكيد بطلان الكفر بالقرءآن { من حكيم } اى حكيم مانع عن تبديل معانيه باحكام مبانيه { حميد } اى حميد مستحق للتحميد بالهام معانيه او يحمده كل خلق فى كل مكان بلسان الحال والمقال بما وصل اليه من نعمه وفى التأويلات النجمية ان من عزة الكتاب لا يأتيه الباطل يعنى اهل الخذلان من بين يديه بالايمان به ولا من خلفه بالعمل به تنزيل من حكيم ينزل بحكمته على من يشاء من عباده لمن يشاء ان يعمل به حميد فى احكامه وافعاله لأنها صادرة منه بالحكمة "وعن على رضى الله عنه قال سمعت رسول الله عليه السلام يقول ألا انها الضمير للقصة ستكون فتنة فقلت ما المخرج منها يا رسول الله قال كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار" بيان لمن والجبار اذا اطلق على انسان يشعر بالصفة المذمومة ينبه بذلك على ان ترك القرءآن والاعراض عنه وعن العمل به انما هو الجبر والحماقة "قصمه الله" كسره واهلكه دعاء عليه او خبر "ومن ابتغى الهدى فى غيره اضله الله" دعاء عليه واخبار بثبوت الضلالة فان طلب الشىء فى غير محله ضلال "وهو حبل الله" اى عهده وامانه الذى يؤمن به العذاب وقيل هو نور هداه وفى الحديث "القرءآن كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض" اى نور ممدود وقيل هو السبب القوى والوصلة الى ما يوثق عليه فيتمسك به من اراد التجافى عن دار الغرور والانابة الى دار السرور "المتين" اى القوى يعنى هو السبب القوى المأمون الانقطاع المؤدى الى رحمة الرب "وهو الذكر" اى القرءآن ما يتذكر به ويتعظ به "الحكيم" اى المحكم آياته اى قوى ثابت لا ينسخ الى يوم القيامة او ذو الحكمة فى تأليفه "وهو الصراط المستقيم الذى لا تزيغ به الاهوآء" اى لا يميل بسببه اهل الاهوآء يعنى لا يصير به مبتدعا وضالا "ولا تلتبس به الالسنة" اى لا يختلط به غيره بحيث يشتبه كلام الرب بكلام غيره لكونه معصوما "ولا يشبع منه العلماء" اى لا يحيط علمهم بكنهه بل كلما تفكروا تجلت لهم معان جديدة كانت فى حجب مخفية "ولا يخلق" خلق الشىء يخلق بالضم فيهما خلوقة اذا بلى اى لا يزول رونقه ولا يقل اطروانه ولذة قراءته واستماعه "عن كثرة الرد" اى عن تكرر تلاوته على ألسنة التالين وآذان المستمعين واذهان المتفكرين مرة بعد اخرى بل يصير كل مرة يتلوه التالى اكثر لذة على خلاف ما عليه كلام المخلوقين وهذه احدى الآيات المشهورة "ولا تنقضى عجائبه" اى لا ينتهى احد الى كنه معاينه العجيبة وفرآئده الكثيرة "هو الذى لم تنته الجن" أى لم تقف اذ سمعته حتى "قالوا انا سمعنا قرءآنا عجبا" مصدر وصف به للمبالغة اى عجيبا لحسن نظمه "يهدى الى الرشد" اى يدل الى الايمان والخير "فآمنا به" وصدقناه "من قال به صدق ومن عمل به رشد" اى يكون راشدا مهديا "ومن حكم به عدل ومن دعا اليه هدى الى صراط مستقيم" كذا فى المصابيح وفى الحديث "يدعى يوم القيامة بأهل القرءآن فيتوج كل انسان بتاج لكل تاج سبعون ألف ركن ما من ركن الا وفيه ياقوتة حمرآء تضيىء من مسيرة كذا من الايام والليالى ثم يقال له ارضيت فيقول نعم فيقول له الملكان اللذان كانا عليه" اى الكرام الكاتبين "زده يا رب فيقول الرب اكسوه حلة الكرامة فيلبس حلة الكرامة ثم يقال له ارضيت فيقول نعم فيقول ملكاه زده يا رب فيقول لأهل القرءآن ابسط يمينك فتملأ من الرضوان اى رضوان الله ويقال له ابسط شمالك فتملأ من الخلد ثم يقال له ارضيت فيقول نعم يا رب فيقول ملكاه زده يا رب فيقول الله انى قد اعطيته رضوانى وخلدى ثم يعطى من النور مثل الشمس فيشيعه سبعون ألف ملك الى الجنة فيقول الرب انطلقوا به الى الجنة فاعطوه بكل حرف حسنة وبكل حسنة درجة ما بين الدرجتين مسيرة مائة عام" وفى حديث آخر "يجاء بأبويه فيفعل بهما من الكرامة ما فعل بولدهما تكرمة لصاحب القرءآن فيقولان من اين لنا هذا فيقول بتعليمكما ولدكما القرءآن"

بخردى درش زجر وتعليم كن به نيك و بدش وعده وبيم كن
هرآن طفل كو جور آموز كار نه بيند جفا بيند از روزكار