التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ فَٱخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ
٤٥
-فصلت

روح البيان في تفسير القرآن

{ ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه } اى وبالله لقد آتيناه التوراة فاختلف فيها فمن مصدق لها ومن مكذب وغيروها من بعده بخمسمائة عام وهكذا حال قومك فى شأن ما آتيناك من القرءآن فمن مؤمن به ومن كافر وان كانوا لا يقدرون على تحريفه فانا له لحافظون فالاختلاف فى شأن الكتب عادة قديمة للامم غير مختص بقومك ففيه تسلية له عليه السلام { ولولا كلمة سبقت من ربك } فى حق امتك المكذبة وهى العدة بتأخير عذابهم والفصل بينهم وبين المؤمنين من الخصومة الى يوم القيامة بنحو قوله تعالى { { بل الساعة موعدهم } وقوله تعالى { { ولكن يؤخرهم الى اجل مسمى } { لقضى } فى الدنيا وحكم { بينهم } باستئصال المكذبين كما فعل بمكذبى الامم السالفة.
يقول الفقير انما لم يفعل الاستئصال لأن نبينا عيه السلام كان نبى الرحمة ولان مكة كانت مهاجر الانبياء والمرسلين ومهبط الملائكة المقربين بانواع رحمة رب العالمين فلو وقع فيها الاستئصال لكانت مثل ديار عاد وثمود ووقعت النفرة لقلوب الناس وقد دعا ابراهيم عليه السلام بقوله فاجعل افئدة من الناس تهوى اليهم فكان من حكمته ان لا يجعل الحرم المبارك الآمن مصارع السوء وان يقيه من نتائج سخطه { وانهم } اى كفار قومك { لفى شك منه } اى من القرءآن { مريب } موجب للاضطراب موقع فيه وبالفارسية كمانى باضطراب آورده.
وتمامه فى آخر سورة سبأ فارجع والشك عبارة عن تساوى الطرفين ولتردد فيهما من غير ترجيح والوهم ملاحظة الطرف المرجوح وكلاهما تصور لا حكم معه اى لا تصديق معه اصلا