التفاسير

< >
عرض

وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَـٰذَا لِي وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَآئِمَةً وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَىٰ رَبِّيۤ إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَىٰ فَلَنُنَبِّئَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِمَا عَمِلُواْ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ
٥٠
-فصلت

روح البيان في تفسير القرآن

{ ولئن اذقناه رحمة منا } من عندنا { من بعد ضرآء مسته } اى اصابته وذلك بتفريج تلك الضراء عنه كالمرض والضيق بالرحمة كالصحة والسعة { ليقولن هذا } الخير { لى } اى حقى وصل الى لأنى استحقه لما لى من الفضل وعمل البر فاللام للاستحقاق اولى لا لغيرى فلا يزول عنى ابدا فاللام للاختصاص فيكون اخبارا عن لازم الاستحقاق لا عن نفسه كما فى الوجه الاول ومعنى الدوام استفيد من لام الاختصاص لأن ما يختص باحد الظاهر انه لا يزول عنه فذلك المسكين لم ير فضل الله وتوفيقه فادعى الاستحقاق فى الصورة الاولى واشتغل بالنعمة عن المنعم وجهل أن الله تعالى اعطاه ليبلوه ايشكرام يكفر فلو اراد لقطعها منه وذلك فى الصورة الثانية { وما اظن الساعة قائمة } اى تقوم وتحضر وتكون فيما سياتى كما يزعم محمد { ولئن رجعت } رددت { الى ربى } على تقدير قيامها وبعثت وهو الذى ارادوا بقولهم ان نظن الا ظنا فلا يخالف وما اظن الساعة قائمة لأن المراد الظن منه الكامل { ان لى عنده للحسنى } وهو جواب القسم لسبقه الشرطية اى للحالة الحسنى من الكرامة يعنى استحقاق من مرنعمت وكرمت راثابت است خواه دردنيا خواه درعقبا (ع)

زهى تصور باطل زهى خيال محال

اعتقد أن ما اصابه من نعم الدنيا لاستحقاقه لها وان نعم الآخرة كذلك لأن سبب الاعطاه متحقق فى الآخرة ايضا وهو استحقاقه اياها فقاس امر الاخرة على امر الدنيا بالوهم المحض والامنية الكاذبة وعن بعضهم للكافر أمنيتان يقول فى الدنيا ولئن رجعت الخ وفى الآخرة يا ليتنى كنت ترابا وهيجكدام ازين معنى وجودى نخواهد كرفت.
وعن بعض اهل التفسير ان لى عنده للحسنى اى الجنة يقول ذلك استهزآء { فلننبئن الذين كفروا بما عملوا } اى لنعلمنهم بحقيقة اعمالهم حين اظهرناها بصورها الحقيقية فيرون انها مقابح يهان عليها لا محاسن يكرم عليها { ولنذيقنهم من عذاب غليظ } لا يعرف كنهه ولا يمكنهم التفصى منه كأنه لغلظته يحيط بجميع جهاتهم وقد كان معذبا فى الدنيا بعذاب الطرد والبعد ولكن لما لم يجد ذوق العذاب وألمه اذاقه الله تعد انتباهه من نومة غفلته اى بعد الموت لقول على كرم الله وجهه الناس نيام فاذا ماتوا انتبهوا وفى بحر العلوم غليظ اى شديد او عظيم ومن ابتدآئية او بيانية والمبين محذوف كأنه قيل ولنذيقنهم عذابا مهينا من عذاب كبير بدل ما اعتقدوه لانفسهم من الاكرام والاعزاز من الله تعالى.
يقول الفقير يجوز ان يقال وصف العذاب بالغلظة لغلظة بدن المعذب به قال حضرة الشيخ صد الدين القنوى قدس سره الغالب على الاشقياء خواص التركيب ولكثافة كما اشار اليه عليه السلام بقوله
"ان غلظ جلد الكافر يوم القيامة مسيرة ثلاثة ايام" وكما نبه الحق على ذلك بقوله { { كلا ان كتاب الفجار لفى سجين } وهو العالم السفلى المضاف الى اليد المسماة بالقبضة وبالشمال ايضا وقال فى اصحاب اليمين { { كلا ان كتاب الابرار فى عليين } هو ان اجزآء نشأتهم الكثيفة وقواهم الطبيعة المزاجية تجوهرت وزكت واستحالت بالتقديس والتزكية الحاصلين بالعلم والعمل والتحلية بالصفات المحمودة والاخلاق السنية قوى وصفات ملكية ثابتة زكية ذاتية لنفوسهم المطمئنة كما اخبر الحق عن ذلك بقوله فى بيان احوال النفوس { { قد افلح من زكاها } وكما اشار اليه عليه السلام فى دعائه "اللهم آت نفسى تقواها وزكها أنت خير من زكاها" والحال فى الاشقياء بعكس ذلك فان قواهم وصفاتهم الروحانية لما استهلكت فى القوى الطبيعة المتصفة باحكام اعتقاداتهم وظنونهم الفاسدة وافعالهم الرديئة واخلاقهم المذمومة زمان بقائهم السنين الكثيرة فى هذه النشأة وهذه الدار ركبها الحق فى النشأة الحشرية بحيث يحصل منها ما اقتضى ان يكون غلظ جلد بدن احدهم مسيرة ثلاثة ايام عكس ما نبهت عليه من حال الابرار ولهذا ورد فى شأن النشأة الجنانية أن اصحابها يظهرون فى الوقت الواحد فى الصور المتعددة منعمين فى كل طائفة من اهاليهم منقلبين فيما اشتهوا من الصور وليس هذا الا من اجل ما ذكرنا من استهلاك اجزآء نشأتهم الكثيفة فى لطائف جواهرها وانصباغها بصفاتها وغلبة خواص نفوسهم وقواهم الروحانية على قوى امزجتهم الطبيعية فصاروا كالملائكة يظهرون فيما شاؤا من الصور

بال بكشا وصفيراز شجر طوبى زن حيف باشدجوتو مرغى كه اسير قفسى