التفاسير

< >
عرض

قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَٱسْتَقِيمُوۤاْ إِلَيْهِ وَٱسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ
٦
-فصلت

روح البيان في تفسير القرآن

{ قل انما انا بشر مثلكم يوحى الىّ انما الهكم اله واحد } اى ما الهكم الا اله واحد لا غيره وهذا تلقين للجواب عما ذكره المشركون اى لست من جنس مغاير لكم حتى يكون بينى وبينكم حجاب وتباين مصحح لتباين الاعمال والاديان كما ينبئ عنه قولكم فاعمل اننا عاملون بل انما انا بشر وآدمى مثلكم مأمور بما امرتم به حيث اخبرنا جميعا بالتوحيد بخطاب جامع بينى وبينكم فان الخطاب فى الهكم محكىّ منتظم للكل لا انه خطاب منه عليه السلام للكفرة كما فى مثلكم.
وفى الآية اشارة الى ان البشر كلهم متساوون فى البشرية مسدود دونهم باب المعرفة اى معرفة الله بالوحدانية بالآلات البشرية من العقل وغيره وانما فتح هذا الباب على قلوب الانبيا بالوحى وعلى قلوب الاولياء بالشواهد والكشوف وعلى قلوب المؤمنين بالالهام والشرح كما قال تعالى
{ { أفمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه } كما فى التأويلات النجمية.
قال الحسن رضى الله عنه علمه الله التواضع بقوله { قل انما انا بشر مثلكم } ولهذا كان يعود المريض ويشيع الجنازة ويركب الحمار ويجيب دعوة العبد وكان يوم قريضة والنضير على حمار مخطوم بحبل من ليف عليه اكاف من ليف [عجب كاريست كه كاه مركب وى براق بهشتى وكاه مركب خركى آرى مركب مختلف بود اما درهردوحالت راكب يك صفت ويك همت ويك ارادت بود اكر بر براق درسرش نخوت نبوت واكر برحمار بود برخسار عز نبوتش غبار مذلت نبود]

خلق خوش عود بود انجمن مردم را جون زنان خودمفكن برسر مجمر دامن

{ فاستقيموا اليه } من جملة المقول والفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها من ايحاء الوحدانية فان ذلك موجب لاستقامتهم اليه تعالى بالتوحيد والاخلاص فى الاعمال وعدّى فعل الاستقامة بالى لما فيه من معنى الاستواء اى فاستووا اليه بذلك. والاستقامة الاستمرار على جهة واحدة { واستغفروه } مما كنتم عليه من سوء العقيدة والعمل.
وفى المقاصد الحسنة قال صلى الله عليه وسلم
"استقيموا ولن تحصوا" اى لن تستطيعوا ان تستقيموا فى كل شىء حتى لا تميلوا وقال "شيبتنى هود واخواتها" لما فيها من قوله فاستقم.
قال بعضهم اذا وقع العلم والمعرفة فاستغفروه من علمكم وادراككم به ومعاملتكم له ووجودكم فى وجوده فانه تعالى اعظم من ادراك الخليقة وتلاصق الحدثان بجناب جلاله.
وقال بعضهم الاستقامة مساواة الاحوال مع الافعال والاقوال وهو ان يخالف الظاهر الباطن والباطن الظاهر فاذا استقمت استقامت احوالك واستغفر من رؤية استقامتك واعلم ان الله تعالى هو الذى قومك لا انك استقمت { وويل } [وسختى عذاب } { للمشركين } ترهيب وتنفير لهم عن الشرك اثر ترغيبهم فى التوحيد