التفاسير

< >
عرض

وَجَعَلُواْ لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ ٱلإنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ
١٥
-الزخرف

روح البيان في تفسير القرآن

{ وجعلوا له من عباده جزءا } الجاعلون هم قبائل من العرب قالوا ان الله صاهر الجن فولدت له الملائكة وقال بعضهم هو رد على بنى مليح حيث قالوا الملائكة بنات الله ومليح بالحاء المهملة كزبير حى من خزاعة والجعل هنا بمعنى الحكم بالشئ والاعتقاد به جعلت زيدا افضل الناس اى حكمت به ووصفته والمراد بالعباد الملائكة وهو حال من جزأ قال فى القاموس الجزء البعض واجزأت الام ولدت الاناث وجعلوا له من عباده جزا اى اناثا انتهى ولذا قال الزجاج والمبرد والمارودى الجزء عند اهل العربية البنات يقال اجزأت المرأة اذا ولدت البنات ولذا قال الراغب جزء الشئ ما تتفوم به جملته وجعلوا له من عباد. جزأ قيل ذلك عبارة عن الاناث من قولهم اجزأت المرأة اتت بأنثى وقال جار الله ومن بدع التفاسير تفسير الجزء بالاناث وادعاء ان الجزء فى لغة العرب اسم للاناث وما هو الا كذب على العرب ووضع مستحدث ولم يقنعهم ذلك حتى اشتقوا منه اجزأت المرأة ثم صنعوا بيتا وقالوا ان

اجزأت حمدة يوما فلا عجب زوجتها من بنات الاوس مجزنة

انتهى.
يقول الفقير لم يكن الجزء فى الاصل بمعنى الاناث وانما ذكره اهل اللغة اخذا من الآية لانه فيها بمعنى الولد المفسر بالاناث فذكره فى اللغات لا ينافى حدوثه وانما عبر عن الولد بالجزء لانه بعض ابيه وجزء منه كما قال عليه السلام
"ان فاطمة منى" اى قطعة منى وقال "فاطمة بضعة منى" والبضعة بالفتح القطعة من اللحم واثبات الولد له تعالى مستلزم للتركيب المستلزم للامكان المنافى للوجوب لذاتى فالله تعالى يستحيل ان يكون له ولد وهو جزء من والده لانه واحد وحدة حقيقية ومعنى الآية واعتقد المشركون وحكموا واثبتوا له تعالى ولدا حال كون ذلك الولد من الملائكة الذين هم عباده فقالوا الملائكة بنات الله بعد اعترافهم بألسنتهم واعتقادهم ان خالق السموات هو الله فكيف يكون له ولد والولادة من صفات الاجسام وهو خالق الاجسام كلها ففيه تعجيب من جهلهم وتنبيه على قلة عقولهم حيث وصفوه بصفات المخلوقين واشارة الى ان الولد لا يكون عبد أبيه والملائكة عباد الله فكيف تكون البنات عبادا وقيل الجزء ههنا بمعنى النصيب كما فى قوله تعالى { { لكل باب منهم جزء مقسوم } اى نصيب ومعنى الآية قوله { { جعلوا لله مما ذرأ من الحرث والانعام نصيبا } وذلك انهم جعلوا البنات لله والبنين لانفسهم كما يجيئ { ان الانسان لكفور مبين } ظاهر الكفر مبالغ فيه او مظهر لكفره ولذلك يقولون ما يقولون سبحانه عما يصفون.
بى زن وفرزندشدذات احد از ازل فردوصمد شدنا ابد