التفاسير

< >
عرض

وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ ٱلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ
٣١
-الزخرف

روح البيان في تفسير القرآن

{ وقالوا } اهل مكة { لولا } حرف تحضيض { نزل هذا القرءآن على رجل من القريتين } من احدى القريتين مكة والطائف { عظيم } بالمال والجاه كالوليد بن المغيرة المخزومى بمكة وعروة ابن مسعود الثقفى بالطائف فهو على نهج قوله تعالى { { يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان } اى من احدهما وذلك لان من للابتدآء وكون الرجل الواحد من القريتين بعيد فقدر المضاف ومنهم من لم يقدر مضافا وقال أراد على رجل كائن من القريتين كلتيهما والمراد به عروة المذكور لانه كان يسكن مكة والطائف جميعا وكان له فى مكة اموال يتجر بها وكان له فى الطائف بساتين وضياع فكان يتردد اليهما فصار كأنه من أهلهما.
يقول الفقير هنا وجه خفى وهو ان النسبة الى القريتين قد تكون بالمهاجرة من احداهما الى الاخرى كما يقال المكى المدنى والمصرى الشامى وذلك بعد الاقامة فى احداهما اربع سنين صرح بذلك اهل اصول الحديث ثم انهم لم يتفوهوا بهذه الكلمة العظيمة حسدا على نزوله على الرسول عليه السلام دون من ذكر من عظمائهم من اعترافهم بقرءآنيته بل استدلالا على عدمها بمعنى انه لو كان قرءآنا لنزل على احد هذين الرجلين بناء عل ما زعموا من ان الرسالة منصب جليل لا يليق به الا من له جلالة من حيث المال والجاه ولم يدروا ان العظيم من عظمه الله واعلى قدره فى الدارين لا من عظمه الناس اذ رب عظيم عندهم حقير عند الله وبالعكس وان الله يختص برحمته من يشاء وهو أعلم حيث يجعل رسالته وفى قولهم عظيم تعظيم لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وعظم شأنه وفخم