التفاسير

< >
عرض

وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ
٤٤
-الزخرف

روح البيان في تفسير القرآن

{ وانه } اى القرءآن الذى اوحى اليك { لذكر } لشرف عظيم { لك } خصوصا { ولقومك } وامتك عموما كما قال عليه السلام ان لكل شئ شرفا يباهى به وان بها امتى وشرفها القرءآن فالمراد بالقوم الامة كما قال مجاهد وقال بعضم ولقومك من قريش حيث يقال ان هذا الكتاب العظيم انزال الله على رجل من هؤلاء قال فى الكواشى اولاهم بذلك الشرف الاقرب فالاقرب منه عليه السلام كقريش ثم بنى هاشم وبنى المطلب قال ابن عطاء شرف لك بانتسابك الينا وشرف لقومك بانتسابهم اليك اى لان الانتساب الى العظيم الشريف عظيم شرف ثم جمع الله النبى مع قومه فقال { وسوف تسألون } يوم القيامة عنه وعن قيامكم بحقوقه وعن تعظيمكم وشكركم على ان رزقتموه وخصصتم به من بين العالمين وفى التأويلات النجمية وان القرءآن به شرف الوصول لك ولمتابعيك وسوف تسألون عن هذا الشرف والكرامة هل اديتم حقه وقمتم باداء شكره ساعين فى طلب الوصول والوصال ام ضيعتم حقه وجعلتموه وسيلة الاستنزال الى الدرك بصرفه فى تحصيل المنافع الدنيوية والمطالب النفسانية انتهى.
قال بعضهم علوم العارفين مبنية على الكشف والعيان وعلوم غيرهم من الخواطر الفكرية والاذهان وبداية طريقهم التقوى والعمل الصالح وبداية طريق غيرهم مطالعة الكتب والاستمداد من المخلوقين فى حصول المصالح ونهاية علومهم الوصول الى شهود حضرة الحى القيوم ونهاية علوم غيرهم تحصيل الوظائف والمناصب وجمع الحطام الذى لا يدوم.
زيان ميكند مرد تفيردان. كه علم وادب مى فروشد بنان. كجا عقل باشرع فتوى دهد. كه اهل خرد دين بدنيا دهد.
فكما ان العالم الغير العامل والجاهل الغير العامل سواء فى كونهما مطروحين عن باب الله تعالى وكذا العارف الغير العامل والغافل الغير العامل سواء فى كونهما مردودين عن باب الله تعالى لان مجرد العلم والمعرفة ليس سبب القبول والقدر ما لم يقارن العمل بالكتاب والسنة بل كون مجردهما سبب الفلاح مذهب الحكماء الغير الاسلامية فلا بد معهما من العمل حتى يكونا سببا للنجاة كما هو مذهب اهل السنة والحكماء الاسلامية والانسان اما حيوانى وهم الذين غلبت عليهم اوصاف الطبيعة واحوال الشهوة من الاكل والشرب والمنام ونحوها واما شيطانى وهم الذين غلبت عليهم اوصاف النفس واحوال الشيطنة كالكبر والعجب والحسد وغيرها واما ملكى وهم الذين غلبت عليهم اوصاف الروح واحوال الملكية من العلم والعمل والذكر والتسبيح ونحوها فمن تمسك بالقرءآن وعمل بما فيه علمه الله ما لم يعلم وجعله من اهل الكشف والعيان فيكون من الذين يتلون آيات الله فى الآفاق والانفس ويكاشفون عن حقائق القرآءن فهذا الشرف العظيم لهذه الامة لانه ليس لغيرهم هذا القرآءن وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال موسى يا رب هل فى الامم امة اكرم عليك ممن ظللت عليهم الغمام وانزلت عليهم المن والسلوى قال يا موسى ان فضل امة محمد على الامم كفضلى على خلقى فقال موسى الهى اجعلنى من امة محمد قال يا موسى لن تدركهم ولكن أتشتهى ان تسمع كلامهم قال نعم يا رب فنادى يا امة محمد فقالوا لبيك اللهم لبيك لا شريك لك والخير كله بيديك فجعل الله تلك الاجابة من شعائر الحج ثم قال يا امة محمد ان رحمتى سبقت غضبى قد غفرت لكم قبل ان تعصونى واعطيتكم قبل ان تسألونى فمن لقينى منكم بشهادة ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله اسكنته الجنة ولو كانت ذنوبه مثل زبد البحر وعدد القطر وعدد النجوم وعدد ايام الدنيا وفى التوراة فى حق هذه الامة اناجيلهم فى صدورهم اى يحفظون كتابهم (وفى المثنوى) تو زقرآن اى بسر ظاهر مبين. ديو آدم را نه بيند جزكه طين. ظاهر قرآن جو شخص آدميست. كه نقوشش ظاهر وجانش خفيست