التفاسير

< >
عرض

وَمَا نُرِيِهِم مِّنْ آيَةٍ إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُم بِٱلْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
٤٨
-الزخرف

روح البيان في تفسير القرآن

{ وما نريهم من آية } من الآيات وبالفارسية ننموديم ايشانرا هيج معجزه { الا هى اكبر من اختها } الاخت تأنيث الاخ وجعلت التاء فيها كالعوض عن المحذوف منه اى اعظم عن الآية التى تقدمتها ليكون العذاب أعظم ولما كانت الآية مونثا عبر عنها بالاخت وسماها اختها فى اشتراكهما فى الصحة والصدق وكون كل منهما نظيرة الاخرى وقرينتها وصاحبتها فى ذلك وفى كونها آية (وفى كشف الاسرار) اين آنست كه بارسيان كوبندكه همه از يكديكر نيكوتر مهتر وبهتر.
والمقصود وصف الكل بالكبر الذى لا مزيد عليه فهو من باب الكناية.
يقول الفقير الظاهر ان الكلام من باب الترقى وعليه عادة الله تعالى الى وقت الاستئصال وقال بعضهم الا وهى مختصة بضرب من الاعجاز مفضلة بذلك الاعتبار على غيرها.
يقول الفقير فالآيات متساوية فى انفسها متفاوتة بالاعتبار كالآيات القرءآنية فانها متساوية فى كونها كلام الله تعالى متفاوتة بالنسبة الى طبقاتها فى المعانى فالمراد على هذا بالافعل هى الزيادة من وجه وهى مجاز لان المصادر التى تتضمنها الافعال والاسماء موضوعة للماهية لا للفرد المنتشر قال بعض الكبار ان الله تعالى لم يأتهم بشئ من الآيات الا كان اوضح مما قبله ولم يقابلوه الا بجفاء اوحش مما قبله من ظلومية طبع الانسان وكفوريته { واخذناهم بالعذاب } اى عاقبناهم بالسنين والطوفان والجراد والدم والطمس ونحوها وكانت هذه الآيات دلالات ومعجزات لموسى وزجرا وعذابا للكافرين { لعلهم يرجعون } اى لكى يرجعوا عما هم عليه من الكفر فان من جهولية نفس الانسان ان لا يرجع الى الله على اقدام العبودية الا ان يجر بسلاسل البأساء والضرآء الى الحضرة فكلمة لعل مستعارة لمعنى كى وهو التعليل كما سبق فى اول هذه السورة وتفسيره بارادة ان يرجعوا عن الكفر الى الايمان كما فسره أهل الاعتزال خطأ محض لا ريب فيه لان الارادة تستلزم المراد بخلاف الامر التكليفى فانه قد يأمر بما لا يريد والذى يريده فهو واقع البتة