التفاسير

< >
عرض

هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ ٱلسَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ
٦٦
-الزخرف

روح البيان في تفسير القرآن

{ هل ينظرون } اى ما ينتظر الناس { الا الساعة ان تأتيهم } اى الا اتيان الساعة فهو بدل من الساعة ولما كانت الساعة تأتيهم لا محالة كانوا كأنهم ينتظرونها { بغتة } انتصابها على المصدر أى اتيان بغتة وبالفارسية ناكاه والبغت مفاجاة الشئ من حيث لا يحتسب كما فى المفردات قال فى الارشاد فجاة لكن لا عند كونهم مترقبين لها بل غافلين عنها مشتغلين بامور الدنيا منكرين لها وذلك قوله تعالى { وهم لا يشعرون } باتيانها فيجازى كل الناس على حسب اعمالهم فلا تؤدى بغتة مؤدى قوله وهم لا يشعرون حتى لا يستغنى بها عنه لانه ربما يكون اتيان الشئ بغتة مع الشعور بوقوعه والاستعداد له لانه اذا لم يعرف وقت مجيئه ففى اى وقت جاء اتى بغتة وربما يجيئ والشخص غافل عنه منكر له والمراد هنا هو الثانى فلذا وجب تقييد اتيان الساعة بمضمون الجملة الحالية فعلى العاقل الخروج عن كل ذنب والتوبة لكل جريمة قبل أن يأتى يوم أليم عذابه وهو يوم الموت فان ملائكة العذاب ينزلون فيه على الظالمين ويشددون عليهم حتى تخرج ارواحهم الخبيثة باشد العذاب وفى الحديث "ما من مؤمن الا وله كل يوم صحيفة جديدة فاذا طويت وليس فيها استغفار طويت وهى سوداء مظلمة واذا طويت وفيها استغفار طويت ولها نور يتلالا" ومن كلمة الاستغفار يخلق الله تعالى ملائكة الرحمة فيسترحمون له ويستغفرون.
واعلم ان القيامة ثلاث الكبرى وهو حشر الاجساد والسوق الى المحشر للجزاء والقيامة الصغرى وهى موت كل احد كما قال عليه السلام
"من مات فقد قامت قيامته" ولذا جعل القبر روضة من رياض الجنان او حفرة من حفر النيران والقيامة الوسطى وهى موت جميع الخلائق وقيام هذه الوسطى لا يعلم وقته يقينا وانما يعلم بالعلامات المنقولة عن الرسول عليه السلام مثل ان يرفع العلم ويكثر الجهل والزنى وشرب الخمر ويقل الرجال ويكثر النساء حتى يكون لخمسين امراة القيم الواحد وعن على رضى الله عنه يأتى على الناس زمان لا يبقى من الاسلام الا اسمه ولا من الدين الا رسمه ولا من القرءآن الا درسه يعمرون مساجدهم وهى خراب عن ذكر الله شر أهل ذلك الزمان علمأؤهم منهم تخرج الفتنة واليهم تعود (قال الشيخ سعدى) كرهمه علم عالمت باشد. بى عمل مدعى وكذابى.
(وقال) عالم نابرهيز كار كوريست مشعله دار. يعنى يهدى به ولا يهتدى فنعوذ بالله من علم بلا عمل