التفاسير

< >
عرض

أَمْ أَبْرَمُوۤاْ أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ
٧٩
-الزخرف

روح البيان في تفسير القرآن

{ ام ابرموا امرا } الابرام احكام الامر واصله من ابرام الحبل وهو ترديد فتله وهو كلام مبتدأ وام منقطعة وما فيها من معنى بل للانتقال من توبيخ اهل النار الى حكاية جناية هؤلاء والهمزة للانكار فان اريد بالابرام الاحكام حقيقة فهى لانكار الوقوع واستبعاده وان اريد الاحكام صورة فهى لانكار الواقع واستقباحه اى أبرم واحكم مشركوا مكة امر من كيدهم ومكرهم برسول الله { فانا مبرمون } كيدنا حقيقة لا هم او فانا مبرمون بهم حقيقة كما ابرموا كيدهم صورة كقوله تعالى { { ام يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون } وكانوا يتناجون فى انديتهم ويتشاورون فى اموره عليه السلام قال فى فتح الرحمن كما فعلوا فى اجتماعهم على قتله عليه السلام فى دار الندوة الى غير ذلك وفى الآية اشارة الى ان امور الخلق منتقدة عليهم قلما يتم لهم ما دبروه وقلما يرتفع لهم من الامور شئ على ما قدروه وهذه الحال أوضح دليل على اثبات الصانع