التفاسير

< >
عرض

فَأْتُواْ بِآبَآئِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
٣٦
-الدخان

روح البيان في تفسير القرآن

{ فأتوا بآبائنا } الخطاب لمن وعدهم بالنشور من الرسول والمؤمنين والمعنى بالفارسية بس بياريد بدران مارا ازكور وزنده كنيد { ان كنتم صادقين } فيما تعدونه من قيام الساعة وبعث الموتى يعنى ان كان البعث والنشور ممكنا معقولا فعجلوا لنا احياء من مات من آبائنا ليظهر صدق وعدكم وقيل كانوا يطلبون اليهم ان يدعوا الله فينشر لهم قصى بن كلاب ليشاوروه ويسألوا منه عن احوال الموت وكان كبيرهم ومفزعهم فى المهمات والملمات (قال الكاشفى) اين سخن ازايشان جهل بودزيرا هركه جائز بود وقوع آن ازخداى تعالى بوقتى خاص لازم بود وجود وظهورآن نه بهر وقت كه ديكرى خواهدبس جون وعده بعث در آخرت اكر دردنيا واقع نشود كسى رابروا تحكم نرسد.
وقال فى كشف الاسرار وانما لم يجبهم لان البعث الموعود انما هو فى دار الجزآء يوم القيامة والذى كانوا يطلبونه البعث فى الدنيا فى حالة التكليف وبينهما تغاير.
يقول الفقير قد صح ان عيسى عليه السلام أحيى الموتى لا سيما سام بن نوح عليه السلام وكان بينه وبين موته اكثر من اربعة آلاف سنة ونبينا عليه السلام كان أولى بالاحياء لانه أفضل لكنهم لما طلبوه بالاقتراح لم يأذن الله له فيه لكون غايته الاستئصال على تقدير الاصرار وقد ثبت عند العلماء الاخيار ان نبينا عليه السلام احيى أبويه وعمه ابا طالب فآمنوا به كما سبق تفصيله فى محله وفى الآية اشارة الى ان من غلب عليه الحس ولم تكن له عين القلب مفتوحة ليطلع ببصره وبصيرته عالم الغيب وهو الآخرة لا يؤمن لا بما يريه بصر الحس ولهذا انكروا البعث والنشور اذ لم يكن يشاهده نظر حسهم وقالوا فائتوا بآبائنا اى احيوهم حتى نراهم بنظر الحس ونستخبر منهم احوالهم بعد الموت ان كنتم صادقين فيما تدعون من البعث (حكى) عن الشيخ ابى على الرودبادى قدس سره انه ورد عليه جماعة من الفقراء فاعتل واحد منهم وبقى فى علته اياما فمل اصحابه من خدمته وشكوا ذلك الى الشيخ ابى على ذات يوم فخالف الشيخ على نفسه وحلف ان يتولى خدمته بنفسه اياما ثم مات الفقير فغسله وكفنه وصلى عليه ودفنه فلما اراد ان يفتح رأس كفنه عند اصحابه فى القبر رآه وعيناه مفتوحتان اليه وقال له يا ابا على لانصرنك بجاهى يوم القيامة كما نصرتنى فى مخالفتك نفسك.
وقال ابو يعقوب السوسى قدس سره جاءنى مريد بمكة وقال يا استاذ انا غدا اموت وقت الظهر فخذ هذا الدينار فأحضر لى بنصفه حنوطا وكفنى بنصفه فلما كان الغد وقت الظهر جاء فطاف ثم تباعد ومات فغسلته وكفنته ووضعته فى اللحد ففتح عينيه فقلت له أحياة بعد الموت فقال انا حى فكل محب لله حى.
يقول الفقير ففى هاتين الحكايتين اشارات الاولى ان للفقراء الصابرين جاها عند الله يوم القيامة فكل من اطعمهم او كساهم او فعل بهم ما يسرهم فهم له شفعاء عند الله مشفعون فيدخلونه الجنة باذن الله والثانية ان حياة الانبياء والاولياء حياة دائمة فى الحقيقة ولا يقطعها الموت الصورى فانه انما يطرأ على الاجساد بمفارقة الارواح مع ان اجسادهم لا تأكلها الارض فهم بمنزلة الاحياء من حيث الاجساد ايضا والثالثة ان الاحياء اسهل شئ بالنسبة الى الله تعالى فمن تأمل فى تعلق الروح بالبدن اولا لم يتوقف فى تعلقه به ثانيا وثالثا والرابعة اثر الحياة مرئى ومشهود فى الميت بالنسبة الى أرباب البصائر فانهم ربما رأوا فى بعض الاموات اثر الحياة وتكلموا معه فمن حرم من البصيرة وقصر نظره على الحس وقع فى الانكار وعلى تقدير رؤيته حمله على امر آخر من السحر والتخييل ونحو ذلك كما وقع لبعض الكفار فى زمان عيسى عليه السلام وغيره ونعم ما قيل.
درجشم اين سياه دلان صبح كاذبست. در روشنى اكريدبيضا شود كسى.
نسأل الله سبحانه ان يجعلنا من اهل الحياة الحقانية والنشأة العرفانية