التفاسير

< >
عرض

يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ
٥٣
-الدخان

روح البيان في تفسير القرآن

{ يلبسون من سندس واستبرق } خبر ثان واستبرق بقطع الهمزة وقرأ الخليل بوصلها قال فى كشف الاسرار السندس مارق من الحرير يجرى مجرى الشعار لهم وهو اللين من الدثار فى المعتاد والاستبرق ما غلظ منه وصفق نسجه يجرى مجرى الدثار وهو الرفع نوع من انواع الحرير والحرير نوعان نوع كلما كان ارق كان انفس ونوع كلما كان أرزن بكثرة الابريسم كان أنفس.
يقول الفقير يحتمل عندى ان يكون السندس لباس المقربين والاستبرق لباس الابرار يدل عليه ان شراب المقربين هو التسنيم الخالص وشراب الابرار هو الرحيق الممزوج به وذلك ان المقربين اهل الذات والابرار أهل الصفات فكما أن الذات ارق من الصفات فكذا لباس اهل الذات وشرابهم أرق وأصفى من لباس اهل الصفات وشرابهم ثم ان الاستبرق من كلام العجم عرب بالقاف قال فى القاموس الاستبرق الديباج الغليظ معرب استروه وتصغيره ابيرق وستبر بالتاء والطاء بمعنى الغليظ بالفارسية قال الجواليقى فى المعربات نقل الاستبرق من العجمية الى العربية فلو حقر او كسر لكان فى التحقير ابيرق وبالتكسير اباريق بحذف السين والتاء جميعا انتهى والتعريب جعل العجمى بحيث يوافق اللفظ العربى بتغييره عن منهاجه واجرائه على اوجه الاعراب وجاز وقوع اللفظ العجمى فى القرآن العربى لانه اذا عرب خرج من ان يكون عجميا اذا كان متصرفا تصرف اللفظ العربى من غير فرق فمن قال القرءآن أعجمى يكفر لانه معارضة لقوله تعالى
{ { قرءآنا عربيا } واذا قال فيه كلمة اعجمية ففى أمره نظر لانه ان اراد وقوع الاعجمى فيه بتعريب فصحيح وان بلا تعريب فغلط { متقابلين } اى حال كونهم متقابلين فى المجالس ليستأنس بعضهم ببعض ومعنى متقابلين متواجهين لا ينظر بعضهم الى قفا بعض لدوران الاسرة بهم فهم أتم للانس.
ودر تفسير سور آبادى آورده كه اين مقابله روز مهمانى باشد در دار الجلال كه حق تعالى همه مؤمنا نرا برسريك خوان بنشاند وهمه رويهاى يكديكر بينند.
وقال بعضهم متقابلين بالمحبة غير متدابرين بالبغض والحسد لان الله ينزع من صدورهم الغل وقت دخولهم الجنة وهذا التقابل من أوصاف اهل الله فى الدارين فطوبى لهم حيث انهم فى الجنة وهم فى الدنيا