التفاسير

< >
عرض

مِّن وَرَآئِهِمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُواْ شَيْئاً وَلاَ مَا ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوْلِيَآءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
١٠
-الجاثية

روح البيان في تفسير القرآن

{ من ورائهم جهنم } اى جهنم كائنة من قدامهم لانهم متوجهون الى ما اعد لهم او من خلفهم لانهم معرضون عن ذلك مقبلون على الدنيا فان الوراء اسم للجهة التى يواريها الشخص من خلف او قدام اى يسترها وقال بعضهم وراء فى الاصل مصدر جعل ظرفا ويضاف الى الفاعل فيراد به ما يتوارى به وهو خلفه والى المفعول فيردا به ما يواريه وهو قدامه ولذلك عد من الاضداد وفى القاموس الوراء يكون خلف وقدام ضد اولا لانه بمعنى وهو ما توارى عنك { ولا يغنى عنهم } ولا يدفع { ما كسبوا } من الاولاد والاموال { شيئا } من عذاب فيكون مفعولا به او لا يغنى عنهم فى دفع ذلك شيئا من الاغناء اى اغناء قليلا فيكون مصدرا يقال أغنى عنه اذا كفاه { ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء } اى ولا ينفعهم ايضا ما عبدوه من دون الله من الاصنام وتوسيط حرف النفى بين المعطوفين مع ان عدم اغناء الاصنام اظهر وأجلى من عدم اغناء الاموال والاولاد قطعا مبنى على زعمهم الفاسد حيث كانوا يطمعون فى شفاعتهم وفيه تهكم { ولهم } فيما وراءهم من جهنم { عذاب عظيم } لا يعرف كنهه.
يعنى شدت آن ازحد متجاوزاست