التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَاتٍ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ٱئْتُواْ بِآبَآئِنَآ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
٢٥
-الجاثية

روح البيان في تفسير القرآن

{ واذا تتلى عليهم } اى على منكرى البعث { آياتنا } الناطقة بالحق الذى من جملته البعث { بينات } واضحات الدلالة على ما نطقت او مبينات له نحو قوله تعالى { { قل يحييها الذى انشأها اول مرة } وقوله { { ان الذى احياها لمحيى الموتى } وغير ذلك { ما كان حجتهم } جواب اذا وبه استدل ابو حيان على ان العامل فى اذا ليس جوابها لان ما النافية لها صدر الكلام واعتذر عن عدم دخول الفاء فى الجواب بانها خالفت ادوات الشرط فى ذلك وحجتهم بالنصب على انه خبر كان اى ما كان متمسكاتهم بشئ من الاشياء يعارضونها به وبالفارسية نباشد حجت ايشان { الا ان قالوا } عنادا واقتراحا { ائتوا بآبائنا } بياريد بدران ما.
يعنى احيوهم وابعثوهم من قبورهم { ان كنتم صادقين } فى انا نبعث بعد الموت وقد سبق فى سورة الدخان اى الا هذا القول الباطل الذى يستحيل ان يكون من قبيل الحجة لانها انما تطلق على الدليل القطعى وتسميته حجة اما لسوقهم اياه مساق الحجة على سبيل التهكم بهم او لتزيل النقابل منزلة لتناسب للمبالغة فاطلق اسم الحجة على ما ليس بحجة من قبيل (تحية بينهم ضرب وجميع } اى سماء حجة لبيان انهم لا حجة لهم البتة لان من كانت حجته هذا لا يكون له حجة البتة كما ان من ابتدأ بالضرب الوجيع فى اول التلاقى لا يكون بينهم تحية البتة ولا يقصد بهذا الاسلوب الا هذا المعنى كأنه قيل ما كان حجتهم الا ما ليس بحجة