التفاسير

< >
عرض

وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَآئِهِمْ غَافِلُونَ
٥
-الأحقاف

روح البيان في تفسير القرآن

{ ومن } استفهام خبره قوله { أضل } كمراه ترست { ممن يدعو } ويعبد { من دون الله } اى حال كونه متجاوزا دعاء الله وعبادته { من لا يستجيب له } الجملة مفعول يدعو اى هم أضل من كل ضال حيث تركو عبادة خالقهم السميع القادر المجيب الخبير الى عبادة مصنوعهم العارى عن السمع والقدرة والاستجابة.
يعنى اكر مشرك معبود باطل خودرا بخواند اثر استجابت ازوظاهر نخواهد شد { الى يوم القيامة } غاية لنفى الاستجابة اى ما دامت الدنيا فان قيل يلزم منه ان منتهى عدم الاستجابة يوم القيامة للاجماع على اعتبار مفهوم الغاية قلنا لو سلم فلا يعارض المنطوق وقد دل قوله
{ { واذا حشر الناس } الآية على معاداتهم اياهم فانى الاستجابة وقد يجاب بان انقطاع عدم الاستجابة حينئذ لاقتضائه سابقة الدعاء ولا دعاء ويرده قوله تعالى { { فدعوهم فلم يستجيبوا لهم } الا ان يخص الدعاء بما يكون عن رغبة كما فى حواشى سعدى المفتى وقال ابن الشيخ وانما جعل ذلك غاية مع ان عدم استجابتهم امر مستمر فى الدنيا والآخرة اشعارا بان معاملتهم مع العابدين بعد قيام الساعة اشد وأفظع مما وقعت فى الدنيا اذ يحدث هناك العداوة والتبرى ونحوه { { وان عليك لعنتى الى يوم الدين } فان اللعنة على الشيطان وان كانت ابدية لكن يظهر يوم الدين امر أفظع منها تنسى عنده كأنها تنقطع { وهم } اى الاصنام { عن دعائهم } اى عن دعاء الداعين المشركين وعبادتهم فالضمير الاول لمفعول يدعو والثانى لفاعله والجمع فيهما باعتبار معنى من كما ان الافراد فيما سبق باعتبار لفظها { غافلون } لكونهم جمادات لا يعقلون فكيف يستجيبون وعلى تقدير كون معبوديهم احياء كالملائكة ونحوهم فهم عباد مسخرون مشغولون باحوالهم وضمائر العقلاء لاجرآئهم الاصنام مجرى العقلاء ووصفها بما ذكر من ترك الاستجابة والغفلة مع ظهور حالها للتهكم بها وبعبدتها.
بىبهره كسىكه جشمه آب حيات بكذارد ور ونهد بسوى ظلمات