التفاسير

< >
عرض

أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا
١٠
-محمد

روح البيان في تفسير القرآن

{ افلم يسيروا } كفار العرب { فى الارض } اى أقعدوا فى اماكنهم ولم يسيروا فيها الى جانب الشام واليمن والعراق { فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم } من الامم المكذبة كعاد وثمود وأهل سبأ فان آثار ديارهم تنبئ عن اخبارهم { دمر الله عليهم } استئناف مبنى على سؤال نشأ من الكلام كأنه قيل كيف كان عاقبتهم فقيل استأصل الله عليهم ما اختص بهم من انفسهم واهليهم واموالهم يقال دمره اهلكه ودمر عليه اهلك عليه ما يختص به.
قال الطيبى كأن فى دمر عليهم تضمين معنى اطبق فعدى بعلى فاذا اطبق عليهم دمارا لم يخلص مما يختص بهم احد.
وفى حواشى سعدى المفتى دمر الله عليهم اى اوقع التدمير عليهم { وللكافرين } اى ولهؤلاء الكافرين السائرين بسيرتهم { امثالها } اى امثال عواقبهم او عقوباتهم لكن لا على ان لهؤلاء امثال ما لاولئك واضعافه بل مثله وانما جمع باعتبار مماثلته لعواقب متعددة حسب تعدد الامم المعذبة.
وفى الآية اشارة الى ان النفوس السائرة لتلحق نعيم صفاتها الذميمة كرهوا ما انزل الله من موجبات مخالفات النفس والهوى وموافقات الشرع ومتعابعة الانبياء فأحبط اعمالهم لشوبها بالشرك والرياء والتصنع والهوى او لم يسلكوا فى ارض البشرية فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم من القلوب والارواح لما تابعوا الهوى وتلوثوا بحب الدنيا اهلكهم الله فى اودية الرياء وبوادى البدعة والضلال وللكافرين من النفوس اللئام فى طلب المرام امثالها من الضلال والهلاك