التفاسير

< >
عرض

وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لَوْلاَ نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا ٱلْقِتَالُ رَأَيْتَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ ٱلْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ فَأَوْلَىٰ لَهُمْ
٢٠
-محمد

روح البيان في تفسير القرآن

{ ويقول الذين آمنوا } اشتياقا منهم الى الوحى وحرصا على الجهاد لان فيه احدى الحسنيين اما الجنة والشهادة واما الظفر والغنيمة { لولا نزلت سورة } اى هلا نزلت نؤمر فيها بالجهاد وبالفارسية جرا فر وفرستاده نمى شود سوره درباب قتال باكفار { فاذا انزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال } بطريق الامر به اى سورة مبينة لا تشابه ولا احتمال فيها بوجه آخر سوى وجوب القتال عن قتادة كل سورة فيها ذكر القتال فهى محكمة لم تنسخ { رأيت الذين فى قلوبهم مرض } اى ضعف فى الدنيا او نفاق وهو الاظهر فيكون المراد الايمان الظاهرى الزعمى والكلام من اقامة المظهر مقام المضمر { ينظرون اليك نظر المغشى عليه من الموت } اى تشخص ابصارهم جبنا وهلعا كدأب من اصابته غشية الموت اى حيرته وسكرته اذا نزل به وعاين الملائكة والغشى تعطل القوى المتحركة والحساسة لضعف القلب واجتماع الروح اليه بسبب يحققه فى داخل فلا يجد منقذا ومن اسباب ذلك امتلاء خانق او مؤذ بارد أو جوع شديد أو وجع شديد أو آفة فى عضو مشارك كالقلب والمعدة كذا فى المغرب وفى الآية اشارة الى ان من امارات الايمان تمنى الجهاد والموت شوقا الى لقاء الله ومن امارات الكفر والنفاق كراهة الجهاد كراهية الموت { فأولى لهم } اى فويل لهم وبالفارسية بس واى برايشان باد ودوزخ مريشا نراست وهو افعل من الولى وهو القرب فمعناه الدعاء عليهم بان يليهم المكروه وقيل فعلى من آل فمعناه الدعاء عليهم بأن يؤول الى المكروه امرهم.
قال الراغب اولى كلمة تهدد وتخوف يخاطب به من اشرف على الهلاك فيحث به على عدم التعرض او يخاطب به من نجا منه فينهى عن مثله ثانيا واكثر ما يستعمل مكررا وكأنه حث على تأمل ما يؤول اليه امره ليتنبه المتحر زمنه