التفاسير

< >
عرض

فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ وَتُقَطِّعُوۤاْ أَرْحَامَكُمْ
٢٢
-محمد

روح البيان في تفسير القرآن

{ فهل عسيتم } اى يتوقع منكم يا من فى قلوبهم مرض وبالفارسية بس آياشايد وتوقع هست ازشما اى منافقان { ان توليتم } امور الناس وتأمرتم عليهم اى ان صرتم متولين لامور الناس وولاة وحكاما عليهم متسلطين فتوليتم من الولاية { ان تفسدوا فى الارض وتقطعوا ارحامكم } تحارصا على الملك وتهالكا على الدنيا فان من شاهد احوالكم الدالة على الضعف فى الدين والحرص على الدنيا حين امرتم بالجهاد الذى هو عبارة عن احراز كل خير وصلاح ودفع كل شر وفساد وانتم مأمورون شأنكم الطاعة والقول المعروف يتوقع منكم اذا اطلقت اعنتكم وصرتم آمرين ما ذكر من الافساد وقطع الارحام والرحم رحم المرأة وهو منبت الولد ووعاؤه فى البطن ثم سميت القرابة والوصلة من جهة الولاد رحما بطريق الاستعارة لكونهم خارجين من رحم واحد وقرأ على رضى الله عنه ان توليتم بضم تاء وواو وكسر لام اى ولى عليكم الظلمة ملتم معهم وعاونتموهم فى الفتنة كما هو المشاهد فى هذا الاعصار وقال ابو حيان الاظهر ان المعنى ان اعرضتم ايها المنافقون عن امتثال امر الله فى القتال ان تفسدوا فى الارض بعدم معونة اهل الاسلام على اعدائهم وتقطعوا ارحامكم لان من ارحامكم كثيرا من المسلمين فاذا لم تعينوهم قطعتم ارحامكم