التفاسير

< >
عرض

يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُواْ قُل لاَّ تَمُنُّواْ عَلَيَّ إِسْلاَمَكُمْ بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلإِيمَانِ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ
١٧
-الحجرات

روح البيان في تفسير القرآن

{ يمنون عليك أن اسلموا } اى يعدون اسلامهم منة عليك وهى النعمة التى لا يطلب موليها ثوابا ممن أنعم بها عليه من المن بمعنى القطع لان المقصود به قطع حاجته مع قطع النظران يعوضه المحتاج بشئ وقيل النعمة الثقيلة من المن الذى يوزن به وهو رطلان يقال من عليه منة اى أثقله بالنعمة قال الراغب المنة النعمة الثقيلة ويقال ذلك على وجهين احدهما أن يكون ذلك بالفعل فيقال من فلان على فلان اذا أثقله بالنعمة وعلى ذلك قوله تعالى { لقد من الله على المؤمنين } وذلك فى الحقيقة لا يكون الا لله تعالى والثانى أن يكون ذلك بالقول وذلك مستقبح فيما بين الناس الا عند كفران النعمة ولقبح ذلك قيل المنة تهدم الصنيعة ولحسن ذكرها عند الكفران قيل اذا كفرت النعمة حسنت المنة وقوله تعالى يمنون عليك الخ فالمنة منهم بالقول ومنة الله عليهم بالفعل وهو هدايته اياهم { قل لا تمنوا على اسلامكم } اى لا تعدوا اسلامكم منة على اولا تمنوا على باسلامكم فنصبه بنزع الخافض { بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان } على ما زعمتم من انكم ارشدتم اليه وبالفارسية بلكه خداى تعالى منت مينهد برشماكه راه نموده است شمارا بايمان { ان كنتم صادقين } فى ادعاء الايمان وجوابه محذوف يدل عليه ما قبله اى فلله المنة عليكم وفى سياق النظم الكريم من اللطف ما لا يخفى فانهم لما سمعوا ما صدر عنهم ايمانا ومنوا به نفى كونه ايمانا وسماه اسلاما فقال يمنون عليك بما هو فى الحقيقة اسلام اى دخول فى السلم وليس بجدير بالمن لانه ليس له اعتداء شرعا ولا يعد مثله نعمة بل لو صح ادعاؤهم للايمان فلله المنة عليهم بالهداية اليه لا لهم وسئل بعض الكبار عن قوله تعالى { بل الله يمن عليكم } مع انه تعالى جعل المن اذا وقع منا على بعضنا من سفساف الاخلاق فقال فى جوابه هذا من علم التطابق ولم يقصد الحق به المن حقيقة اذ هو الكريم الجواد على الدوام على من أطاع وعلى من عصى وفى الحديث "ما كان الله ليدلكم على مكارم الاخلاق ويفعل معكم خلاف ذلك" وفى الحديث ايضا "ما كان الله لينهاكم عن الرياء ويأخذه منكم" قال ذلك لمن قال له يا رسول الله انى صليت بالتيمم ثم وجدت الماء أفأصلى ثانيا فمعنى الآية اذا دخلتم فى حضرة المن على رسولكم باسلامكم فالمن لله لا لكم وان وقع منكم شئ من سفساف الاخلاق رد الحق اعمالكم عليكم لا غير وفى التأويلات النجمية يمنون عليك ان استسلموا لك ظاهرهم قل لا تمنوا على اسلامكم اى تسليم ظاهركم لى لانه ليس هذا من طبيعة نفوسكم المتمردة بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان اذ كتب فى قلوبكم الايمان فانعكس نور الايمان من مصباح قلوبكم الى مشكاة نفوسكم فتنورت واستضاءت بنور الاسلام فاسلامكم فى الظاهر من فرع الايمان الذى اودعته فى باطنكم ان كنتم صادقين اى ان كنتم صادقين فى دعوى الايمان انتهى قال الجنيدرحمه الله المن من العباد تقريع وليس من الله تقريعا وانما هو من الله تذكير النعم وحث على شكر المنعم (قال الشيخ سعدى)

شكر خداى كن كه موفق شدى بخير زانعام وفضل او نه معطل كذا شتت
منت منه كه خدمت سلطان همى كنى منت شناس ازوكه بخدمت بداشتت