التفاسير

< >
عرض

مَّا ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ ٱلطَّعَامَ ٱنْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ ٱلآيَاتِ ثُمَّ ٱنْظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ
٧٥
-المائدة

روح البيان في تفسير القرآن

{ ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل } اى ما هو الا مقصور على الرسالة لا يكاد يتخطاها كالرسل الماضية من قبله خصه الله تعالى بآيات كما خصهم بها فان احيى الموتى على يده فقد احيى العصا وجعلها حية تسعى على يد موسى وهو اعجب وان خلقه من غير اب فقد خلق آدم من غير اب وام وهو اغرب منه وكل ذلك من جنابه عز وجل وانما موسى وعيسى مظاهر شؤونه وافعاله { وامه صديقة } اى ما امه ايضا الا كسائر النساء اللاتى يلازمن الصدق اى صدق الاقوال فى المعاملة مع الخلق وصدق الافعال والاحوال فى المعاملة مع الخالق لا يصدر منهن ما يكذب دعوى العبودية والطاعة { كانا يأكلان الطعام } ويفتقران اليه افتقار الحيوانات فكيف يكون آلٰهً من لا يقيمه الا اكل الطعام { انظر كيف نبين لهم الآيات } الباهرة المنادية ببطلان ما تقولوا عليهما نداء يكاد يسمعه صم الجبال { ثم انظر أنى يؤفكون } اى كيف يصرفون عن استماعها والتأمل فيها. وثم لاظهار ما بين العجبين من التفاوت اى ان بياننا الآيات امر بديع فى بابه واعراضهم عنها مع تعاضد ما يوجب قبولها ابدع.