التفاسير

< >
عرض

وَٱلنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ
١٠

روح البيان في تفسير القرآن

{ والنخل } عطف على جنات وتخصيصها بالذكر مع اندراجها فى الجنات لبيان فضلها على سائر الاشجار وقد سبق بعض اوصافها فى السورة يس وتوسيط الحب بينهما لتأكيد استقلالها وامتيازها عن البقية مع ما فيه من مراعاة الفواصل { باسقات } طوالا فى السماء عجيبة الخلق وهو حال مقدرة فانها وقت الانبات لم تكن طوالا يقال بسقت الشجرة بسوقا اذا طالت وفى المفردات الباسق هو الذاهب طولا من جهة الانقطاع ومنه بسق فلان على اصحابه علاهم ويجوز ان يكون معنى باسقات حوامل من أبسقت الشاة اذا حملت فيكون من باب أفعل فهو فاعل { لها طلع نضيد } اى منضود بعضه فوق بعض والمراد تراكم الطلع او كثرة ما فيه من التمر والجملة حال من النخل يقال نضدت المتاع بعضه على بعض ألقيته فهو منضود ومنضد والمنضد السرير الذى ينضد عليه المتاع ومنه استعير طلع نضيد كما فى المفردات والنضد والنضيد وبالفارسية برهم نهادن. والطلع شئ يخرج كأنه نعلان مطبقان والحمل بينهما منضود والطرف محدد او ما يبدو من ثمرته فى اول ظهورها وقشره يسمى الكفرى بضم الكاف والفاء معا وتشديد الرآء وما فى داخله الاغريض لبياضه كما فى القاموس قال فى بحر العلوم الطلع ما يطلع من النخلة وهو الكم قبل أن يشق ويقال لما يظهر من الكم طلع ايضا وهو شئ ابيض يشبه بلونه الاسنان وبرآئحته المنى