التفاسير

< >
عرض

رِّزْقاً لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَ ٱلْخُرُوجُ
١١

روح البيان في تفسير القرآن

{ رزقا للعباد } اى لرزقهم علة لقوله تعالى { فأنبتنا } وفى تعليله بذلك بعد تعليل أنبتنا الاول بالتبصرة والتذكرة تنبيه على ان الواجب على العبد أن يكون انتفاعه بذلك من حيث التذكر والاستبصار أهم وأقدم من تمتعه به من حيث الرزق

خوردن براى زيستن وذكر كردنست تومعتقد كه زيستن از بهر خوردنست

يقول الفقير المقصود من الآية الاولى هو الاستدلال على القدرة باعظم الاجرام كما دل عليه النظر وذكر الانبات فيها بطريق التبع فناسب التعليل بالتبصرة والتذكير ومن الثانية بيان الانتفاع بمنافع تلك الاجرام فناسب التعليل بالرزق ولذا أخرت عن اولى لان منافع الشئ مترتبة على خلقه قال ابو عبيدة نخل الجنة نضيد ما بين اصلها الى فرعها بخلاف نخل الدنيا فان ثمارها رؤسها كلما نزعت رطبة عادت ألين من الزبد وأحلى من العسل فنخل الدنيا تذكير لنخل الجنة وفى كل منهما رزق للعباد كما قال تعالى ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا { واحيينا به } اى بذلك الماء { بلدة ميتا } تذكير ميتا باعتبار البلد والمكان اى ارضا جدبة لا نماء فيها اصلا بأن جعلناها بحيث ربت وأنبتت أنواع النبات والازهار فصارت تهتز بها بعد ما كانت جامدة هامدة (روى) ابو هريرة رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا جاءهم المطر فسالت الميازيب قال "لا محل عليكم العام" اى لا جدب، يعنى تنكى نيست بر شماامسال { كذلك الخروج } جملة قدم فيها الخبر للقصد الى القصر وذلك اشارة الى الحياة المستفادة من الاحياء اى مثل تلك الحياة البديعة حياتكم بالبعث من القبور لا شى مخالف لها وقد روى ان الله يمطر السماء اربعين ليلة كمنى الرجال يدخل فى الارض فينبت لحومهم وعروقهم وعظامهم ثم يحييهم ويخرجهم من تحت الارض وفى التعبير عن اخراج النبات من الارض بالاحياء وعن حياة الموتى بالخروج تفخيم لشأن الانبات وتهوين لامر البعث وتحقيق للمماثلة بين اخراج النبات واحياء الموتى لتوضيح منهاج القياس وتقريبه الى افهام الناس (قال الكاشفى) واكر كسى تأمل كند در احياى دانه ما نندمرده درخاك مدفونست وظهور او بعد از خفا دور نيست كه بشمة ازحيات اموات بى تواند برد

كدام دانه فروشدكه برنيامدباز جرابدانه انسانيت كمان باشد
فروشدن جوبديدى برآمدن بنكر غروب شمس وقمر راجرا زين باشد

وفى الآية اشارة الى تنزيل ماء الفيض الالهى من سماء الارواح فان الله ينبت به حبات القلوب وحب المحبة المحصود به محبة ما سوى الله من القلوب وشجرة التوحيد لها طلع نضيد من انواع المعارف رزقا للعباد الذين يبيتون عند ربهم يطعمهم ويسقيهم ويحيى بذلك الفيض بلدة القلب الميت من نور الله كما قال { او من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا } الآية كذلك الخروج من ظلمات الوجود الى نور واجب الوجود فافهم جدا