التفاسير

< >
عرض

بَلْ عَجِبُوۤاْ أَن جَآءَهُمْ مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ ٱلْكَافِرُونَ هَـٰذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ
٢

روح البيان في تفسير القرآن

{ بل عجبوا } اى فراعنة قريش ومتعنتوهم { ان جاءهم منذر منهم } اى لان جاءهم منذر من جنسهم لا من جنس الملك وهو اضراب عما ينبئ عنه الجواب اى انهم شكوا فيه ولم يكتفوا بالشك والتردد بل جزموا بالخلاف حتى جعلوا ذلك من الامور العجيبة وقال بعضهم جواب القسم محذوف ودليل ذلك قوله بل لانه لنفى ما قبله فدل على نفى مضمر وتقديره أقسم بجبل قاف الذى به بقاء دنياكم وبالقرءآن الذى به بقاء دينكم ما كذبوك ببرهان وبمعرفة يكذبك بل عجبوا الخ والعجب نظر النفس لامر خارج عن العادة { فقال الكافرون هذا شئ عجيب } تفسير لتعجيبهم وبيان لكونه مقارنا لغاية الانكار وهذا اشارة الى كونه عليه السلام منذرا بالقرءآن وحاصله كون النذير منا خصص بالرسالة من دوننا وكون ما انذر به هو البعث بعد موت كل شئ بليغ فى الخروج عن عادة اشكاله وهو من فرط جهلهم لانهم عجبوا أن يكون الرسول بشرا واوجبوا أن يكون الاله حجرا وانكروا البعث مع ان اكثر ما فى الكون مثل ذلك من اعادة كل من الملوين بعد ذهابه واحياء الارض بعد موتها واخراج النبات والاشجار والثمار وغير ذلك ثم ان اضمار الكافرين اولا للاشعار بتعينهم بما اسند اليهم من المقال وانه اذا ذكر شئ خارج عن سنن الاستقامة انصرف اليهم اذ لا يصدر الا عنهم فلا حاجة الى اظهار ذكرهم واظهارهم ثانيا للتسجيل عليهم بالكفر بموجبه