التفاسير

< >
عرض

قَالَ قرِينُهُ رَبَّنَا مَآ أَطْغَيْتُهُ وَلَـٰكِن كَانَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ
٢٧

روح البيان في تفسير القرآن

{ قال قرينه } بغير واولان الاول خطاب للانسان من قرينه ومتصل بكلامه والثانى استئناف خاطب الله سبحانه من غير اتصال بالمخاطب وهو قوله ربنا ماأطغيته وكذلك الجواب بغير واو وهو قال لاتختصموا لدى وكذلك مايبدل القول لدى فجاء الكل على نسق واحد كما فى برهان القرآن أى قال الشيطان المقيض للكافر (قال الكاشفى) جون خواهندكه كافر را در دوزخ افكنند كويد مراجه كناهست كه ديوبر من مسلط بود ومراكمراه كردانيد ديورا حاضر سازند تكذيب ميكند. ودل على هذا التقاول والسؤال المحذوف قوله لاتختصموا { ربنا } اى بروكارما { ما أطغيته } اى ماجعلته طاغيا وما أوقعته فى الطغيان وهو تجاوز الحد فى العصيان { ولكن كان } هو بالذات { فى ضلال بعيد } من الحق طويل لايرجع عنه فأعنته عليه بالاغوآء والدعوة اليه من غير قسر والجاء كما فى قوله تعالى { وماكان لى عليكم من سلطان الا أن دعوتكم فاستجبتم لى } وذلك فان اغواء الشيطان انما يوثؤ فيمن كان مختل الرأى مائلا الى الفجور ضالا عن طريق الحق واقعا دونه بمراحل وفى الحديث "انما أن رسول وليس الىمن الهداية شىء ولو كانت الهداية الى لآمن كل من فى الارض وانما ابليس مزين وليس له من الضلالة شىء ولو كانت الضلالة اليه لاضل كل من فى الارض ولكن الله يضل من يشاء ويهدى من يشاء"