التفاسير

< >
عرض

وَٱسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ ٱلْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ
٤١

روح البيان في تفسير القرآن

{ واستمع } يا محمد لما يوحى اليك من أحوال القيامة وفى حذف مفعول استمع وابهامه ثم تفسيره بقوله يوم الخ تهويل وتفظيع للمخبر به كما يروى عن النبى عليه السلام انه قال سبعة ايام لمعاذ بن جبل رضى الله عنه يا معاذ اسمع ماأقول لك ثم حدث بعد ذلك والسمع ادراك المسموع بالاصغاء والفرق بين المستمع والسامع ان المستمع من كان قاصد للسماع مصغيا اليه والسامع من اتفق سماعه من غير قصد اليه فكل مستمع سامع من غير عكس { يوم يناد المناد } اصله ينادى المنادى قرأ ابو عمرو ونافع وابن كثير المنادى بالياء فى الوصل وهو الاصل فى اللغة والباقون بغير ياء لان الكسر بدل عليه واكتفى به والمنادى هو الملك النافخ فى الصور وهو اسرافيل عليه السلام والندآء نفخه سمى ندآء من حيث انه جعله علما للخروج وللحشر وانما يقع ذلك الندآء كأذان المؤذن وعلامات الرحيل فى العساكر وقيل هو الندآء حقيقة فيقف على الصخرة ويضع اصبعه فى أذنيه وينادى أيتها العظام البالية والاوصال المتقطعة واللحوم المتمزقة والشعور المتفرقة ان الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء وقيل اسرافيل ينفخ وجبرآئيل ينادى بالحشر { من مكان قريب } الى السماء وهو صخرة بيت المقدس فان بيت المقدس أقرب من جميع الارض الى السماء بأثنتى عشر ميلا او ثمانية عشر ميلا وهو وسط الارض كما قاله على رضى الله عنه او من كان فى مكان قريب يصل ندآؤه الى الكل على سوآء، يعنى آواز او بهمه جا برسد واز هيج موضعى دور نبود. وفى كشف الاسرار سمى قريبا لان كل انسان يسمعه من طرف اذنه وقيل من تحت اقدامهم وقيل من منابت شعورهم يسمع من كل شعرة ولعل ذلك فى الاعادة مثل كن فى البدء