التفاسير

< >
عرض

إِنَّا نَحْنُ نُحْيِـي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا ٱلْمَصِيرُ
٤٣

روح البيان في تفسير القرآن

{ انا نحن نحيى ونميت } فى الدنيا من غير أن يشار كنا فى ذلك أحد فتكرير الضمير بعد ايقاعه اسما للتأكيد والاختصاص والتفرد (قال الكاشفى) يعنى نطفه مرده راحيات مى دهيم وميرانيم ايشانرا دردنيا { والينا المصير } للجزآء فى الآخرة لا الى غيرنا لا استقلالا ولا اشتراكا فليستعدوا للقائنا وفيه اشارة الى مراقبة القلوب بعد انقضاء اوقات الذكر لاستماع ندآء الهواتف الغيبية والالهامات الربانية والاشارات الالهية من مكان قريب وهو القلب يوم يسمع النفوس الصيحة من جانب الحق بتجلى صفاته ذلك يوم الخروج من ظلمات البشرية الى نور الروحانية والربانية انا نحن نحيى القلوب الميتة وبميت النفوس الحية والينا المصير لمن ماتت نفسه وحيى قلبه. واعلم ان الحشر حشر عام وهو خروج الاجساد من القبور الى المحشر يوم النشور وحشر خاص وهو خروج الارواح الاخروية من قبور الاجسام الدنيوية بالسير والسلوك فى حال حياتهم الى العالم الروحانى وذلك بالموت بالارادة عن الصفات الحيوانية النفسانية قبل الموت بالاضطرار عن الصورة الحيوانية وحشر اخص وهو الخروج من قبور الانانية الروحانية الى الهوية الربانية وكما ان الموت نوعان اضطرارى واختيارى فكذا الولادة الاضرارية بخلق الله تعالىلامدخل فيها الكسب العبد واختياره واما اختيارية فانما تحصل بالكسب وهو الذى أشار اليه عيسى عليه السلام بقوله لن يلج ملكوت السموات من لم يولد مرتين