التفاسير

< >
عرض

فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ فَجَآءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ
٢٦
-الذاريات

روح البيان في تفسير القرآن

{ فراغ الى اهله } يقال راغ الى كذا اى مالى اليه سرا فالاختفاء معتبر فى مفهوم الروغ اى ذهب اليهم على خفية من ضيفه فان من أدب المضيف أن يبادر بالقرى من غير ان يشعر به الضيف حذرا من أن يكفه الضيف ويعذره او يصير منتظرا (وحكى) انه نزل ببعض المشايخ ضيف فأشار الى مريد له باحضار الطعام فاستبطأ فلما جاء سأله عن وجهه فقال المريد وجدت على السفرة نملا فتوقفت الى ان خرجت منها فقال الشيخ اصبت الفتوة ولما اطلع على هذه الحال بعض من هوا على حالا من ذلك الشيخ قال لم يصب الفتوة فان الأدب تعجيل القرى وحق الضيف احق من حق النمل فكان الواجب على المريد أن يلقيها على الارض ويجيىء بالسفرة مستعجلا { فجاء بعجل سمين } الفاء فصيحة مفصحة عن جمل محذوفة والباء للتعدية والعجل ولد البقرة لتصور عجلته التى تعدم منه اذا صار ثورا او بقرة والسمن لكونه من جنس السمن وتولده عنه والمعنى فذبح عجلا سمينا لانه كان عامة ماله البقر واختار السمين زيادة فى اكرامهم فحنذه اى شواه فجاء به يعنى بس بياورد كوساله فربه بريان كرده