التفاسير

< >
عرض

فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ
٢٧
فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلاَمٍ عَلِيمٍ
٢٨
-الذاريات

روح البيان في تفسير القرآن

{ فقربه اليهم } بأن وضعه لديهم حسبما هو المعتاد ليأكلوا فلم يأكلوا ولما رأى منهم ترك الاكل { قال ألا تأكلون } منه انكارا لعدم تعرضهم للاكل وحثا عليه (روى) انهم قالوا نحن لانأكل بغير ثمن قال ابراهيم كلوا واعطوا ثمنه قالوا وما ثمنه قال اذا اكلتم فقالوا بسم الله واذا فرغتم فقولوا الحمد لله فتعجب الملائكة من قوله فلما رآهم لايأكلون { فاوجس منهم } الوجس الصوت الخفى كالايجاس وذلك فى النفس اى اضمر فى نفسه { خيفة } اى خوفا فتوهم انهم اعدآء جاؤا بالشر فان عادة من يجيى بالشر والضرر أن لايتناول من طعام من يريد اضراره قال فى عين المعانى من لم يأكل طعامك لم يحفظ ذمامك. يقول الفقير يخالفه سلامهم فان المسلم لابد وأن يكون من أهل السلم وقيل وقع فى نفسه انهم ملائكة ارسلوا لعذاب { قالوا } حين أحسوا بخوفه { لاتخف } انا رسل الله وقيل مسح جبريل العجل بجناحه فقام يمشى حتى لحق بأمه فعرفهم وامن منهم { وبشروه } وبشارت ومرده دادند مرورا. وفى سورة الصافات وبشرناه اى بواسطتهم { بغلام } هو اسحق والغلام الطار الشارب والكهل ضده او من حين يولد الى أن يشب كما فى القاموس { عليم } عند بلوغه واستوآئه ولم تلد له سارة غيره