التفاسير

< >
عرض

فَأَقْبَلَتِ ٱمْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ
٢٩
-الذاريات

روح البيان في تفسير القرآن

{ فأقبلت امرأته } سارة لما سمعت بشارتهم الى بيتها وكانت فى زاوية تنظر اليهم قال ابن الشيخ فأقبلت الى اهلها وكانت مع زوجها فى خدمتهم فلما تكلموا بولادتها استحيت واعرضت عنهم فذكر الله ذلك بلفظ الاقبال على الاهل ولم يذكره بفلظ الادبار عن الملائكة قال سعدى المفتى كذا فى التفسير الكبير ولا يناسبه قوله كذلك قال ربك فانه يقتضى كونها عندهم فالاقبال اليهم { فى صرة } حال من فاعل اقبلت والصرة الصيحة الشديدة يقال صر يصر صريرا اذا صوت ومنه صرير الباب وصرير القلم اى حال كونها فى صيحة وهو صوت شديد وقيل صوتها قوله اوه او ياويلتى اورنتها (وقال الكاشفى) درفرياد وميكفت الليلاء والليلاء اين كلمه بود در كفت ايشان كه وقت تعاظم امور برزبان راندندى. والصرة ايضا الجماعة المنضم بعضها الى بعض كأنهم صروا اى جمعوا فى اناء وبها فسرها بعضهم اى اقبلت فى جماعة من النساء كن عندها وهى واقفة متهيئة للخدمة { فصكت وجهها } الصك ضرب الشىء بالشىء العريض يقال صكه اى ضربه شديدا بعريض او عام كما فى القاموس اى لطمته من الحياء لما انها وجدت حرارة دم الحيض وقيل ضربت بأطراف أصابعها جبينها كما يفعله المتعجب وهى عادة النساء اذا أنكرن شيأ (وقال الكاشفى) بيس طبانجه زدروى خودرا جنانجه زنان در وقت تعجب كنند { وقالت عجوز عقيم } اى انا عجوز عاقر لم الد قط فى شبابى فكيف ألد الآن ولى تسع وتسعون سنة سميت العجوز عجوزا لعجزها عن كثير من الامور واصل العقم اليبس المانع من قبول الاثر والعقيم من النساء التى لاتقبل ماء الفحل قال فى القاموس العقم بالضم هزمة تقع فى الرحم فلا تقبل الولد وفى عين المعانى العقيم من سد رحمها ومنه الدآء العقام الذى لايرجى برؤه وبمعناه العاقر وهى المرأة التى لاتحبل ورجل عاقر ايضا لمن لايولد له وكانت سارة عقيما لم تلد قط فلما لم تلد فى صغرها وعنفوان شبابها ثم كبر سنها وبلغت سن الاياس استبعدت ذلك وتعجبت فهو استبعاد بحكم العادة لا تشكك فى قدرة الله سبحانه وتعالى