التفاسير

< >
عرض

وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلرِّيحَ ٱلْعَقِيمَ
٤١
-الذاريات

روح البيان في تفسير القرآن

{ وفى عاد } اى وفى قوم هود آيات ان كان معطوفا على وفى الارض او وجعلنا فيهم آية على تقدير كونه معطوفا على قوله وتركنا فيها آية { اذ ارسلنا عليهم } اى على أنفسهم اصالة وعلى دورهم واموالهم وأنعامهم تبعا { الريح العقيم } العقم بالضم هزمة تقع فى الرحم فلا تقبل الولد كما فى القاموس وصفت بالعقم لانها اهلكتهم وقطعت دابرهم فالعقيم بمعنى المعقم او العاقم وفيه استعارة تبعية شبه اهلاكهم وقطع دابرهم باعقام النساء التى لايلدن ولا يعقبن ثم اطلق المشبه به على المشبه واشتق منه العقيم او وصفت به لانها لم تتضمن خيرا ما من انشاء مطر او القاح شجره يعنى شبه عدم تضمنها منفعة بعقم المرأة ثم اطلق عليه فالعقيم بمعنى الفاعل من اللازم وفى بحر العلوم ولعله سماها عقيما لانها كانت سبب قطع الارحام من الولادة بأهلاكها اياهم وقطعها دابرهم وهى من رياح العذاب والهلاك وهى النكباء على قول على رضى الله عنه وهى التى انحرفت ووقعت بين ريحين او بين الصبا والشمال وهى الدبور على قول ابن عباس رضى الله عنهما ويؤيده قوله عليه السلام "نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور " وهى ريح تقابل الصبا اى ريح تجيىء من جانب المغرب فان الصبا تجيىء من جانب المشرق وقال ابن المسيب الريح العقيم هى الجنوب مقابل الشمال وهى ريح تجيىء من شمال من يتوجه الى المشرق