التفاسير

< >
عرض

وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
٤٩
-الذاريات

روح البيان في تفسير القرآن

{ ومن كل شىء } اى من اجناس الموجودات فالمراد بالشىء الجنس وقيل من الحيوان { خلقنا زوجين } صنفين ونوعين مختلفين كالذكر والانثى والسماء والارض والليل والنهار والشمس والقمر والصيف والشتاء والبر والبحر والسهل والجبل والانس والجن والنور والظلمة والابيض والاسود والدنيا والآخرة والايمان والكفر والسعادة والشقاوة والحق والباطل والحلو والمر والموت والحياة والرطب واليابس والجامد والنامى والمدر والنبات والناطق والصامت والحلم والقهر والجود والبخل والعز والذلة والقدرة والعجز والقوة والضعف والعلم والجهل والصحة والسقم والغنى والفقر والضحك والبكاء والفرج والغم والفوق والتحت واليمين والشمال والقدام والخلف والحرارة والبرودة وهلم جرا قال الراغب يقال لكل واحد من القرينين من الذكر والانثى فى الحيوان المتزاوج زوج ولكل قرينين فيها وفى غيرها زوج كالخف والنعل ولكل مايقترن بالآخر مماثلا له او مضادا زوج وفى قوله ومن كل شىء خلقنا زوجين تنبيه على ان الاشياء كلها مركبة من جوهر وعرض ومادة وصورة وان لاشىء يتعرى منها اذا الاشياء كلها مركبة من تركيب يقتضى كونه مصنوعا وانه لابد له من صانع تنبيها على انه تعالى هو الفرد فبين بقوله ومن كل شىء الخ ان كل مافى العالم فانه زوج من حيث ان له ضدا ما او مثلا ما او تركيبا مابل لاينفك من وجه من تركيب وانما ذكر ههنا زوجين تنبيها على انه وان لم يكن له ضد ولامثل فانه لاينفك من تركب صورة ومادة وذلك زوجان قال الخراز قدس سره اظهر معنى الربوبية والوحدانية بأن خلق الازواج ليخلص له الفردانية { لعلكم تذكرون } اى فعلنا ذلك كله من البناء والفرش وخلق الازواج كى تتذكروا فتعرفوا انه خالق الكل ورازقه وانه المستحق للعبادة وانه قادر على اعادة الجميع فتعلموا بمقتضاه وبالفارسية باشد كه شما بند بذير شويد ودانيد كه وجدانيت خواص ممكنات نيست ومن واجب بالذاتم وواجب قابل تعدد وانقسام نيست

ذاتش از قسمت وتعدد باك وحدت او مقدس از اشراك
ازعدد دم مزن كه او فردست كى عدد بهر فرددر خوردست
احدست وشمار از ومعزول صمدست وتبار از ومخذول

وفيه اشارة الى انه تعالى خلق لكل شىء من عالم الملك وهو عالم الاجسام زوجا من عالم الملكوت وهو عالم الارواح ليكون ذلك الشىء الجسمانى قائما بملكوته وملكوته قائما بيد القدرة الالهية لعلكم تذكرون انكم بهذا الطريق جئتم من الحضرة وبهذا الطريق ترجعون الى الله سبحانه