التفاسير

< >
عرض

فَفِرُّوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
٥٠
-الذاريات

روح البيان في تفسير القرآن

{ ففروا الى الله } اى قل لقومك يامحمد اذا كان الامر كذلك فاهربوا الى الله الذى هذه شؤونه بالايمان والطاعة كى تنجوا من عقابه وتفوزوا بثوابه يعنى ان فى الامر بالايمان وملازمة الطاعة بلفظ الفرار تنبيها على ان ورآء الناس عقابا يجب أن يفروا منه قال بعض الكبار يا أيها الذين فررتم من الله بتعلقات الكونين ففروا بنعت الشوق والمحبة والتجرد الى الله يقطع التعلقات عن الوجود وعما سواه تعالى مطلقا ومن صح فراره الى الله صح قراره مع الله وايضا ففروا منه اليه حتى تفنوا فيه قال فان الحادث لايثبت عند رؤية القديم وقال سهل رضى الله عنه ففروا مما سوى الله الى الله ومن المعصية الى الطاعة ومن الجهل الى العلم ومن العذاب الى رحمة ومن سخطه الى رضوانه وقال محمد بن حاملرحمه الله حقيقة الفرار ماروى عن النبى عليه السلام انه قال "والجأت ظهرى اليك" وماروى عنه فى حديث عائشة رضى الله عنها واعوذ بك منك فهذه غاية الفرار منه اليه وقال الواسطىرحمه الله ففروا الى الله معناه لما سبق لهم من الله لا الى علمهم وحركاتهم وأنفسهم وسئل بعضهم عن قول النبى عليه السلام "سافروا تصحوا قال سافروا الينا تجدونا فى اول قدم ثم قرأ ففروا الى الله"

هيجكس درتونيا ويخت كه ازخود نكريخت هيجكس باتونه بيوست كه ازخود نبريد

وفى كشف الاسرار فرار مقامى است از مقامات روندكان ومنزلى از منازل دوستى كسى راكه اين مقام درست شود نشانش آنست كه همه نفس خود غرامت بيند همه سخن خود شكايت بيندهمه كرده خود جنايت بيند اميد ازكرادار خود يبردوبرا خلاص خودتهمت نهدوا كر دولتى آيد در راه وى از فضل حق بيند واز حكم ازل انه از جهد وكردار خود وهذا موت عن نفسه وهمه خلق زنده ازمرده ميراث برد مكر اين طائفه كه مرده از زنده ميراث برد، وفى الحديث "من أراد أن ينظر الى ميت يمشى على وجه الارض فلينظر الى ابى بكر" { انى لكم منه نذير مبين } اى انى لكم من جهته تعالى منذر بين كونه منذرا منه تعالى بالمعجزات الباهرة او مظهر لما يجب اظهاره من العذاب المنذر به وفى امره للرسول عليه السلام بأن يأمرهم بالهرب اليه من عقابه وتعليله بانه عليه السلام ينذرهم من جهته تعالى لامن من تلقاء نفسه وعد كريم بنجاتهم من المهروب وفوزهم بالمطلوب