التفاسير

< >
عرض

أَتَوَاصَوْاْ بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ
٥٣
-الذاريات

روح البيان في تفسير القرآن

{ أتواصوا به } انكار وتعجيب من حالهم واجماعهم على تفرق ازمانهم على تلك الكلمة الشنيعة التى لاتكاد تخطر ببال احد من العقلاء فضلا عن التفوه بها فى حق الانبياء اى اوصى الاولون الآخرين بعضهم بعضا بهذا القول حتى اتفقوا عليه { بل هم قوم طاغون } اضراب عن كون مدار اتفاقهم على الشرك تواصيهم بذلك لبعد الزمان وعدم تلاقيهم فى وقت واحد واثبات لكونه امرا أقبح من التواصى واشنع منه وهو الطغيان الشامل للكل الدال على ان صدور تلك الكلمة الشنيعة عن كل واحد منهم بمقتضى جبلته الخبيثة لابموجب وصية من قبلهم بذلك من غير أن يكون ذلك مقتضى طباعهم وفيه اشارة الى ان ارباب النفوس المتمردة من الاولين والآخرين مركوزة فى جبلتهم طبيعة الشيطنة من التمرد والآباء والاستكبار فما أتاهم رسول من الانبياء فى الظاهر او من الالهامات الربانية فى الباطن الا أنكروا عليه وقالوا ساحر يريد أن يسحرنا او مجنون لاعبرة بقوله كأن بعضهم اوصى بعضهم بالتمرد والانكار والجحود لانهم خلقوا على طبيعة واحدة بل هم قوم طاغون بأنهم وجدوا اسباب الطغيان من السعة والتنعم والبطر والغنى قال الشاغر

ان الشباب والفراغ والجده مفسدة للمرء اى مفسدة

فعسكوا الامر وكان ينبغى لهم ان يصرفوا العمر والشباب والغنى فى تحصيل المطلوب الحقيقى (قال ككما الحافظ)

عشق وشباب ورندى مجموعه مرادست جون جمع شد معانى كوى بيان توان زد