التفاسير

< >
عرض

ٱصْلَوْهَا فَٱصْبِرُوۤاْ أَوْ لاَ تَصْبِرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
١٦
-الطور

روح البيان في تفسير القرآن

{ اصلوها } اى ادخلوها وقاسوا حرها وشدائدها { فاصبروا اولا تصبروا } فافعلوا ماشئتم من الصبر وعدمه فانه لاخلاص لكم منها وهذا على جهة قطع رجائهم { سواء عليكم } خبر مبتدأ محذوف دل عليه اصبروا اولا تصبروا وسوآء وان كان بمعنى مستوٍ لكنه فى الاصل مصدر بمعنى الاستوآء والمعنى سوآء عليكم الامر ان اجزعتم ام صبرتم فى عدم النفع لابدفع العذاب ولا بتخفيفه اذ لابد أن يكون الصبر حين ينفع وذلك فى الدنيا لاغير فمن صبر هنا على الطاعات لم يجزع هناك اذ الصبر وان كان مرا بصلا لكن آخره حلو عسل { انما تجزون ما كنتم تعملون } تعليل للاستوآء فان الجزآء على كفرهم واعمالهم القبيحة حيث كان واجب الوقوع حتما بحسب الوعيد لامتناع الكذب على الله كان الصبر وعدمه سوآء فى عدم النفع.
وفى التأويلات النجمية انما تجزون ما كنتم تعملون فى الدنيا من الخير والشر لا الذى تعملون فى الآخرة من الصبر والخضوع والخشوع والتضرع والدعاء فانه لاينفع شىء منها والحاصل أن يقال اخسأوا فيها ولاتكلمون انتهى ثم النارناران النار الصورية لاهل الشرك الجلى ومن لحق بهم من العصاة والنار المعنوية لاهل الشرك الخفى ومن اتصل بهم من اهل الحجاب فويل لكل من الطائفتين يوم يظفر الطالب بالمطلوب ويصل المحب الى المحبوب من عذاب جهنم وعذاب العبد والقطيعة والحرمان من السعادة العظمى والرتبة العليا فليحذر العاقل من الخوض فى الدنيا واللعب بها فان الغفلة عن خالق البريات توقد نيران الحسرات وفى الآية اشارة الى مرتبة الخوف كما ان الآية التى تليها اشارة الى مرتبة الرجاء فان الامن والقنوط كفر. زيراكه امن ازعاجزان يود واعتقاد عجز در الله كفرست وقنوط ازلئيمان بود واعتقاد لؤم در الهل كفرست جزاغى كه درو روغن نباشد روشنايى ندهد وجون روغن باشد وآتش نباشد ضياندهد بس خوف بر مثال آتش است ورجا مجتمع كشت جراغى حاصل آمدكه دروى هم روغن است كه مدد بقاست هم آتش است كه ماده ضياست آنكه ايمان ازميان هردو مدد ميكير دازيكى ببقا وازيكى بضيا ومؤمن ببدرقه ضباراه ميرود وبمدد بقا قدم مى زند والله ولى التوفيق