التفاسير

< >
عرض

قَالُوۤاْ إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِيۤ أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ
٢٦
-الطور

روح البيان في تفسير القرآن

{ قالوا } اى المسئولون وهم كل واحد منهم فى الحقيقة { انا كنا قبل } اى قبل دخول الجنة { فى اهلنا } درميان اهل خود يعنى بوديم دردنيا { مشفقين } ارقاء القلوب خائفين من عصيان الله تعالى معتنين بطاعته او وجلين من العاقبة قيد بقوله { فى اهلنا } فان كونهم بين اهليهم مظنة الامن فاذا خافوا فى تلك الحال فلأن يخافوا فى سائر الاحوال والاوقات اولى وقال سعدى المفتى ولعل الاولى أن يجعل اشارة الى معنى الشفقة على خلق الله كما ان قوله { انا كنا من قبل ندعوه } اشارة الى التعظيم لا امر الله وترك العاطف لجعل الثانى بيانا للاول ادعاء للمبالغة فى وجوب عدم انفكاك كل منهما عن الآخر انتهى.
يقول الفقير الظاهر ان هذا الكلام وارد على عرف الناس فانهم يقولون شأننا بين قومنا وقبيلتنا كذا فهم كانوا فى الدنيا بين قبائلهم وعشائرهم على صفة الاشفاق وفيه تعريض بأن بعض أهلهم لم يكونوا على صفتهم ولذا صاروا محرومين ويدل على هذا ان الاهل يفسر بالازواج والاولاد وبالعبيد والاماء وبالاقارب وبالاصحاب وبالمجموع كما فى شرح المشارق لابن الملك