التفاسير

< >
عرض

فَلْيَأْتُواْ بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُواْ صَادِقِينَ
٣٤
-الطور

روح البيان في تفسير القرآن

{ فليأتوا بحديث مثله } اى اذا كان الامر كما زعموا من انه كاهن او مجنون او شاعر ادعى الرسالة وتقول القرءآن من عند نفسه فليأتوا بكلام مثل القرءآن فى النعوت التى استقل بها من حيث النظم ومن حيث المعنى قال فى التكملة المشهور فى القرءآن بحديث مثله بالتنوين فيكون الضمير راجعا الى القرءآن (وروى) عن الجحدرى انه قرأ بحديث مثله بالاضافة فيكون الضمير راجعا الى النبى عليه السلام { ان كانوا صادقين } فيما زعموا فان صدقهم فى ذلك يستدعى قدرتهم على الاتيان بمثله بقضية مشاركتهم له عليه السلام فى البشرية والعربية مع مابهم من طول الممارسة للخطب والاشعار وكثرة المزاولة لأساليب النظم والنثر المبالغة فى حفظ الوقائع والايام ولاريب فى ان القدرة على الشىء من موجبات الاتيان به ودواعى الامر بذلك. واعلم ان الاعجاز اما ان يتعلق بالنظم من حيث فصاحته وبلاغته او يتعلق بمعناه ولا يتعلق به من حيث مادته فان مادته الفاظ العرب والفاظه الفاظهم قال تعالى { قرءآنا عربيا } تنبيها على اتحاد العنصر وانه منظم من عين ماينظمون به كلامهم والقرءآن معجز من جميع الوجوه لفظا ومعنى ومتميز من خطبة البلغاء ببلوغه حد الكمال فى اثنى عشر وجها ايجاز اللفظ والتشبيه الغريب والاستعارة البديعة وتلاؤم الحروف والكلمات وفواصل الآيات وتجانس الالفاظ وتعريف القصص والاحوال وتضمين الحكم والاسرار والمبالغة فى الاسماء والافعال وحسن البيان فى المقاصد والاغراض وتمهيد المصالح والاسباب والاخبار عما كان وما يكون