التفاسير

< >
عرض

أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هُمُ ٱلْمَكِيدُونَ
٤٢
-الطور

روح البيان في تفسير القرآن

{ ام يريدون كيدا } اى لايكتفون بهذه المقالات الفاسدة ويريدون مع ذلك أن يكيدوا بك كيدا واساءة وهو كيدهم برسول الله عليه السلام فى دار الندوة ومكرهم بالقتل والحبس والاخراج فان الكيد هو الامر الذى يسوء من نزل به سوآء كان فى نفسه حسنا او قبيحا فالاستفهام فى المعطوف للتقرير وفى المعطوف عليه للانكار وقال بعضهم الكيد ضرب من الاحتيال وفى التعريفات الكيد ارادة مضرة الغير خفية وهو من الخلق الحيلة السيئة ومن الله التدبير بالحق لمجازاة اعمال الخلق وقال سعدى المفتى الظاهر انه من الاخبار بالغيب فان السورة مكية وذلك الكيد كان وقوعه ليلة الهجرة فان قيل فليكن نزول الطور فى تلك الليلة قلنا قد ثبت عن ابن عباس رضى الله عنهما انه نزل بعدها بمكة تبارك الملك وغيرها من السور { فالذين كفروا هم المكيدون } القصر اضافى اى هم الذين يحيق بهم كيدهم او يعود عليهم وباله لامن أرادوا أن يكيدوه فانه المظفر الغالب عليهم قولا وفعلا حجة وسيفا او هم المغلوبون فى الكيد من كايدته فكدته والمراد ما أصابهم يوم بدر من القتل يعنى عند انتهاء سنين عدتها عدة كلمة ام وهى خمس عشرة فان غزوة بدر كانت فى الثانية من الهجرة وهى الخامسة عشرة من النبوة