التفاسير

< >
عرض

وَٱلْبَحْرِ ٱلْمَسْجُورِ
٦
-الطور

روح البيان في تفسير القرآن

{ والبحر المسجور } اى المملوء وهو البحر المحيط الاعظم الذى منه مادة جميع البحار المتصلة والمنقطعة وهو بحر لايعرف له ساحل ولايعلم عمقه الا الله تعالى والبحار التى على وجه الارض خلجان منه وفى هذا البحر عرش ابليس لعنه الله وفيه مدآئن تطفو على وجه الماء وهى آهلة من الجن فى مقابلة الربع الخراب من الارض وفيه قصور تظهر على وجه الماء طافية ثم تغيب وتظهر فيه الصور العجيبة والاشكال الغريبة ثم تغيب فى الماء وفى هذا البحر ينبت شجر المرجان كسائر الاشجار فى الارض وفيه من الجزآئر المسكونة والخالية مالا يعلمه الا الله تعالى قال فى القاموس سجر التنور احماه والنهر ملأه والمسجور الموقد من قوله تعالى { واذا البحار سجرت } والمراد به الجنس وعدد البحار العظيمة سبعة كما ان عدد الانهار العظيمة كذلك وكل ماء كثير بحر (روى) ان الله تعالى يجعل البحار يوم القيامة نارا يسجر به نار جهنم وفى الحديث "لايركبن رجل بحر الا غازيا او معتمرا او حاجا" فان تحت البحر نارا وتحت النار بحرا والبحر نار فىنار وهذا على أن يكون البحر بحر الدنيا وبحر الارض وقال على وعكرمة رضى الله عنهما هو بحر تحت العرش عمقه كما بين سبع سموات الى سبع ارضين فيه ماء غليظ يقال له بحر الحيوان وهو بحر مكفوف اى عن السيلان يمطر منه على الموتى ماء كالمنى بعد النفخة الاولى اربعين صباحا فينبتون فى قبورهم وحمله بعض المشايخ على صورة احياء الله تعالى يعنى كما انه ينبت النبات بماء المطر فيظهر من الارض فكذا الموتى يخلقهم الله خلقا جديدا فيظهرون من الارض كالنبات ولكن هذا لا ينافى أن يكون هناك ماء صورى فان الانسان من المنى خلق وبصورة ماء كالمنى سينبت ولله فى كل شىء حكمة بديعة وقيل هو بحر سماء الدنيا وهو الموج المكفوف لولاه لأحرقت الشمس الدنيا. ونزدارباب تحقيق مراد طور نفس است كه موسى القلب بران باحق سبحانه مناجاة ميكند وكتاب مسطور ايمانست كه دررق منشور قلب بقلم رحمت ازلى نوشته شده كه كتب فى قلوبهم الايمان وبيت سرعارفانست كه بنظرات تجليات سبحانى آبادانى يافته وسقف مرفوع روح رفيع القدر والدرجات الى الحضرة است كه سقف خانه دلست وبحر مسجور دلت است بآتش محبت تافته.
وقال عبدالعزيز المكى قدس سره أقسم الله بالطور وهو الجبل وهو النبى صلى الله عليه وسلم كان فى امته كالبجل فى الارض استقرت به الامة على دينهم يوم القيامة كما تستقر الارض بالجبال وأقسم بالكتاب المسطور وهو الكتاب المنزل عليه المسطور فى اللوح المحفوظ فى رق منشور هو المصاحف وأقم بالبيت المعمور وهو النبى عليه السلام كان الله بيتا بالكرامة معمورا وعند الله مسرورا مشكورا وأقسم بالسقف المرفوع وهو رأس النبى عليه السلام كان والله سقفا مرفوعا وفى الدارين مشهورا وعلى المنابر مذكورا وأقسم بالبحر المسجور وهو قلب محمد عليه السلام كان والله من حب الله مملوأ فأقسم بنفس محمد عموما وبرأسه خصوصا وبقلبه ضياء ونورا وبكتابه حجة وعلى المصاحف مسطورا فأقسم الحبيب بالحبيب فلا ورآءه قسم وقال شيخى وسندى روح الله روحه فى كتاب اللائحات البرقيات له والطور اى طور الهوية الذاتية الاحدية الفردية المجردة عن الكل والحقيقة الجمعية الصمدية المطلقة عن الجميع وكتاب اى كتاب الوجود مسطور فيه حروف الشؤون الذاتية الكمالية الوجودية والامكانية وكلمات الاعيان العلمية الجلالية والجمالية الوجوبية والامكانية وآيات الارواح والعقول المجردة القهرية واللطيفة وسور الحقائق والصور المثالية الحية المقربة والمعبدة فى رق اى رق النفس الرحمانى الامر الربانى منشور على ماهيات الممكنات وحقائق الكائنات مبسوط على اعيان المجردات وصور الممثلات بالفيض الاقدس والتجلى الذاتى اولا الحاصل به كليات التعينات والظهورات وبالفيض المقدس والتجلى الصافاتى والافعالى ثانيا المتحقق به جزئيات التشخيصات والتميزات والقرءآن والفرقان اللفظى الرسمى بجميع حروفه وكلماته وآياته وسوره ان هو الا ذكر وقرءآن مبين وهذا مكتوب بيد المخلوق ومسطور بخطه وذلك مكتوب بيد الخالق ومسطور بخطه فلذا كان واجب التعظيم ولازم التكريم بحيث لايمسه الا المطهرون من الحدث مطلقا فيا شقاوة من عقل الكتاب الالهى الرسمى واقبل عليه بالتعظيم والتوقير وغفل عن الكتاب الالهى الحقيقى واهمله عن التعظيم والتوقير بل اقدم عليه بالاهانة والتحقير وياسعادة من عقلهما ولم يغفل عن واحد منهما ولم يهمل شأنهما بل اقبل على كل منهما بالتعظيم والتكريم انقيادا للشريعة فى تكريم القرءآن والفرقان اللفظى واذعانا للحقيقة فى تحريم القرءآن والفرقان الوجودى ادآء لحق كل مرتبة وقضاء لدين كل منزلة قائما فى كل مقام بالعدل والانصاف مجانبا فى كل حال عن الجور والاعتساف. يقول الفقير فى ذلك الكتاب تفصيل عريض آخر لكل من الكتابين الحقيقى والمجازى واقتصرت هنا على شىء يسير مما ذكره لمناسبة المقام والمسئول من الله الجامع الانتفاع بعلمه النافع