التفاسير

< >
عرض

مَّا لَهُ مِن دَافِعٍ
٨
-الطور

روح البيان في تفسير القرآن

{ ماله من دافع } يدفعه وهو كقوله تعالى { لامرد له من الله } وبالفارسية نيست مران عذاب راهيج دفع كننده بلكه بهمه حال واقع خواهدبود. وهو خبر ثان لان قال بعضهم الفرق بين الدفع والرفع ان الدفع بالدال يستعمل قبل الوقوع والرفع بالرآء يستعمل بعد الوقوع وتخصيص هذه الامور بالاقسام بها لما انها من امور عظام تنبىء عن عظم قدرة الله وكمال علمه وحكمته الدالة على احاطته بتفاصيل اعمال العباد وضبطها الشاهدة بصدق اخباره التى من جملتها الجملة المقسم عليها وقال جبير بن مطعم قدمت المدينة لأكلم رسول الله عليه السلام فى اسارى بدر فلقيته فى صلاة الفجر يقرأ سورة الطور وصوته يخرج من المسجد فلما بلغ الى قوله { ان عذاب ربك لواقع } فكأنما صاع قلبى حين سمعته فكان اول مادخل فى قلبى الاسلام فأسلمت خوفا من أن ينزل العذاب وما كنت اظن أن اقوم من مقامى حتى يقع بى العذاب ومثل هذا التأثير وقع لعمر رضى الله عنه حين بلغ دار الارقم فسمع النبى عليه الاسلام يقرأ سورة طه فلان قلبه واسلم فالقلوب المتهيئة للقبول تتأثر بأدنى شىء خصوصا اذا كان الواعظ هو القرءآن العظيم او التالى هو الرسول الكريم او وارثه المستقيم واما القلوب القاسية فلا ينجع فيها الوعظ كما لم ينجع فى قلب ابى جهل ونحوه (قال الشيخ سعدى)

آهنى را كه موريانه بخورد نتوان برداز وبصقيل ربك
باسيه دل جه سودج كفتن وعظ نرود ميخ آهنين درسنك

وفى التأويلات النجمية العذاب لاهل العذاب واقع بالفقد لان اشد العذاب ذل الحجاب وكان من دعاء السرى السقطى قدس سره اللهم مهما عذبتنى بذل الحجاب والحجاب واقع فان اعظم الحجاب حجاب النفس ماله من دافع من قبل العبد بل دافع حجاب النفس هو رحمة الله تعالى كما قال تعالى { الا مارحم ربى } }. عبدالله المغورى مردى بوداز نواحى اشبيلية دربلاد غرب دربعضى اوقات تشويش وبرا كندكى بخلق راه يافته بود زنى نزدوى آمد وكفت البتة مرا باشبيليه رسان ازدست اين قوم خلاص كن اوزن رابر كردن كرفت وبيرون آمد واو ازشطار بود وقوتى عظيم داشت جون بجاى خلوت رسيد واين زن بغاية جميله بود شيطان اورا بمجامعت با آن زن وسوسه داد ونفس تقاضا كرفت. فكان حال المرأة حيئنذ نظير الحكاية التى قال الشيخ سعدى فيها

شنيدم كوسفندى را بزركى رها نيداز دهان ودست كركى
شبانكه كارد بر حلقش بماليد روان كوسفند ازوى بناليد
كه ازجنكال كركم درر بودى جوديدم عاقبت كركم تو بودى

عبدالله باخود كفت اى نفس اين بدست من امانت است وخيانت كردن روانمى دارم ونفس البتة بر عصيان حرص مى نمود واو ترسيدكه نفس غالب شود وكارى ناشايست در وجود آيد آلت مردىء خودرا درميان دوسنك بكوفت وكفت النار ولا العارى سبب رجوع او بطريق حق اين بودودر همان وقت روى بحج نهاد ودر عهد خود يكانه روز كار بود. فقدرحمه الله تعالى رحمة خاصة حيث نجاه من يد النفس الامارة ولو وكله الى نفسه لصدر عنه ذلك القبيح وكان سببا لوقوعه فى العذاب فى الدنيا والآخرة اما فى الآخرة فظاهر واما فى الدنيا فلان التلبس بسبب الشىء تلبس به وكل فعل قبيح ووصف ذميم فهو عذاب حكمى ونار معنوية والعذاب الصورى اثر ذلك فليس من خارج عن الانسان