التفاسير

< >
عرض

أَفَرَأَيْتُمُ ٱللاَّتَ وَٱلْعُزَّىٰ
١٩
وَمَنَاةَ ٱلثَّالِثَةَ ٱلأُخْرَىٰ
٢٠
-النجم

روح البيان في تفسير القرآن

{ أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى } هى اصنام كانت لهم فاللات كانت لثقيف بالطائف اصله لوية فاسكنت الياء وحذفت لالتقاء الساكنين فبقيت لوة فقلبت الواو الفا لتحركها وانفتاح ماقبلها فصارت لاة فهى فعلة من لوى لانهم كانوا يلوون عليها ويطوفون بها وكانت على صورة آدمى قال سعدى المفتى فان قلت هذا يختص بقراءة الكسائى فانه يقف على اللاة بالهاء اما الباقون فيقفون عليها بالتاء فلا يجوز ان تكون من تلك المادة قلت لانسلم ذلك فانهم انما يقفون بهاء مراعاة لصورة الكتابة لاغير انتهى والعزى تأنيث الاعز كانت لغطفان وهى سمرة كانوا يعبدونها فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد فقطعها وهو يقول ياعزى كفرانك لاسبحانك انى رأيت الله قد أهانك فخرجت من اصلها شيطانة ناشرة شعرها واضعة يدها على رأسها وهى تولول فجعل خالد يضربها بالسيف حتى قتلها فاخبر رسول الله عليه وسلم فقال "تلك لن تعبد أبدا" وفى القاموس العزى صنم او سمرة عبدتها غطفان اول من اتخذها ظالم بن اسعد فوق ذات عرق الى البستان بتسعة اميال بنى عليها بيتا وسماه بسا وكانوا يسمعون فيها الصوت فبعث اليها رسول الله خالد ابن الوليد فهدم البيت واحرق السمرة انتهى ومناة صخرة لهذيل وخزاعة سميت مناة لان دماء المناسك تمنى عندها اى تراق ومنه منى وفى انسان العيون مناة صنم كان للاوس والخزرج ارسل رسول الله عليه السلام سعد بن زيد الاشهلى رضى الله عنه فى عشرين فارسا الى مناة ليهدم محلها فلما وصلوا الى ذلك الصنم قال السادن لسعد ماتريد قال هدم مناة قال انت وذاك فأقبل سعد الى ذلك الصنم فخرجت اليه امرأة عريانة سودآء ثائرة الرأس تدعو بالويل تضرب صدرها فقال لها السادن مناة دونك بعض عصاتك فضربها سعد فقتلها وهدم محلها انتهى ووصف مناة بالثالثة تأكيدا لانها لما عطفت عليهما انها ثالثتهما والاخرى صفة ذم لها وفى المتأخرة الوضيعة المقدار اى مناة الحقيرة الذليلة لان الاخرى تستعمل فى الضعفاء كقوله تعالى { قالت اخراهم لاولاهم } اى ضعفاؤهم لرؤسائهم قال ابن الشيخ الاخرى تأنيث الآخر بفتح الخاء وهو فى الاصل من التأخر فى الوجود نقل فى الاستعمال الى المغايرة مع الاشتراك مع موصوفه فيما اثبت له ولايصح حمل الاخرى فى الآية على هذا المعنى العرفى اذ لا مشاركة لمناة فى كونها مناة ثالثة حتى توصف بالاخرى احترازا عنها فلذلك حمل على المعنى المذكور انتهى وقد جوز ان تكون الاولية والتقدم عندهم للات والعزى فتكون مناة من التأخير الرتبى يعنى ان العزى شجرة وهى لكونها من اقسام النبات اشرف من مناة التى هى صخرة وجماد فهى متأخرة عنها رتبة ويقال ان المشركين أرادوا أن يجعلوا لآلهتهم من الاسماء الحسنى فأرادوا أن يسمعوا واحدا منها الله فجرى على ألسنتهم اللات وارادوا أن يسموا واحدا منها العزيز فجرى على ألسنتهم العزى وأرادوا أن يسموا واحدا منها المنان فجرى على ألسنتهم المناة وقال الراغب اصل اللات اللاه فحذفوا منه الهاء وادخلوا التاء فيه فانثوه تنبيها على قصوره عن الله وجعلوه مختصا بما يتقرب به الى الله فى زعمهم وقال السهيلى اصل هذا الاسم اى اللات لرجل كان يلت السويق للحجاج بسمن واقط اذا قدموا وكانت العرب تعظم ذلك الرجل باطعامه فى كل موسم فلما مات اتخذ مقعده الذى كان يلت فيه السويق منسكا ثم سنح الامر بهم الا أن عبدوا تلك الصخرة التى كان يقعد عليها ومثلوها صنما وسموها اللات اعنى ملت السويق ذكر ذلك كثير ممن الف فى الاخبار والتفسير انتهى وهذا على قرآءة من يشدد اللات اى التاء منه وقد قرأ به اى بالتشديد ابن عباس وعكرمة وجماعة كما فى القاموس ثم انهم كانوا مع ماذكر من عبادتهم لها يقولون ان الملائكة وتلك الاصنام بنات الله فقيل لهم توبيخا وتبكيتا أفرايتم الهمزة للانكار الفاء لتوجيهه الى ترتيب الرؤية على ماذكر من شؤون الله المنافية لها غاية المنافاة وهى قليبة ومفعولها الثانى محذوف لدلالة الحال عليه فالمعنى أعقيب ماسمعتم من آثار كمال عظمة الله فى ملكه وملكوته وجلاله وجبروته واحكام قدرته ونفاذ امره فى الملأ الاعلى وما تحت الثرى ومابينهما رأيتم هذه الاصنام مع غاية حقارتها بنات له تعالى قال بعضهم كانوا يقولون ان الملائكة بنات الله وهذه الاصنام استوطنها جنيات هن بناته تعالى او هذه الاصنام هيا كل الملائكة التى هن بناته تعالى.
وفى التأويلات النجمية يخاطب عبدة الاصنام صنم لات النفس وصنم عزى الهوى ومناة الدنيا الدنية الخسيسة الحقيرة الواقعة فى أدنى المراتب لخسة وضعها ودناءة قدرها ويستفهم منهم انكار الهم وردا عليهم اخبرونى عن حال آلهتكم التى اتخذتموها معبودات وتمكنتم على عبوديتها هل وجدتم فيها صفة من صفات الالهية من الايجاد والاعدام والنفع والضر وامثالها لا والله بل اتخذتموها آلهة لغاية ظلو ميتكم على انفسكم ونهاية جهوليتكم بالاله الواحد الاحد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا احد (قال المغربىرحمه الله )

بود وجود مغربى لات ومنات او بود نيست بتى جو بود او درهمه سو منات تو